احتضنت جامعة بابل فعاليات مؤتمر بابل الدولي الأول لمواجهة التطرف الفكري والإرهاب الذي عقدته، بالاشتراك مع جامعة المستقبل، والحلة الجامعة، برعاية معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نعيم العبودي، للفترة من 14 ـ 15 نيسان الحالي تحت شعار (الحوار نحو السلم المستدام).

عقد المؤتمر بإشراف مباشر من قبل رئيس جامعة بابل الأستاذ الدكتور امين عجيل الياسري، ورئيس جامعة المستقبل الأستاذ الدكتور حسن شاكر مجدي، ورئيس جامعة الحلة الأستاذ عقيل السعدي بحضور المساعد العلمي الأستاذ الدكتور محمد منصور الخفاجي، والمساعد الإداري الأستاذ الدكتور ميثاق الجبوري، وعدد من عمداء الكليات واساتذتها والباحثين.

استهل المؤتمر بقراءة آي من الذكر الحكيم بصوت المقرئ الدولي الطالب حسين الطفيلي، وقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق شهداء العقيدة بعد ذلك كلمة رئيس جامعة بابل الأستاذ الدكتور أمين الياسري أكد فيها انطلاقا من الإيمان العميق بأن الجامعة ليس فقط مكانا للعلم بل هي منار للوعي، وهي خط الدفاع الأول في معركة الوعي ضد التطرف والإرهاب، ولا يمكن مواجهة الإرهاب بالسلاح فقط بل بوجود منظومة متكاملة مع التربية والتعليم، مستذكرا دور المرجعية الرشيدة متمثلة بالسيد السيستاني (دام ظله)، حيث أطلق فتوى الجهاد الكفائي ضد الإرهاب الفتوى التي وحدت الصفوف والطوائف العراقية على دحر الإرهاب.

ثم كلمة لرئيس جامعة المستقبل القاها نيابة عنه الدكتور عمار الحسيني عميد كلية القانون مؤكدا على مسؤولية الجامعة على غرس مبادئ التعايش السلمي المجتمعي، بعد ذلك كلمة رئيس جامعة الحلة القاها مساعده الدكتور عماد سلام عبود منوها إلى دور الأسرة والمدرسة والجامعة والمؤسسة الدينية في نبذ الأفكار المتطرفة وتصحيح الأفكار السلبية.

هدف المؤتمر إلى تحليل التطورات العالمية من خلال دراسة تأثير التحولات السياسية على أنماط التطرف والعنف والإرهاب ومشاركة التجارب الناجحة بعرض ومشاركة الاستراتيجيات الفعالة من مختلف الدول في مواجهة التطرف وتعزيز التعاون الدولي بإنشاء شبكة من التعاون بين الدول لمواجهة التحديات المشتركة المتعلقة بالإرهاب وتوعية المجتمع برفع مستوى الوعي بين فئات المجتمع حول مخاطر التطرف وسبل التصدي له، وإعداد توصيات لصانعي القرار لتطوير سياسات فعّالة لمواجهة التطرف والعنف وتفعيل دور الشباب وتشجيع مشاركتهم في جهود السلام والمصالحة وتعزيز الفكر المعتدل، فضلا عن استكشاف الحلول التكنولوجية بدراسة دور التكنولوجيا في مكافحة التطرف وتعزيز الأمن، وتعزيز البحث والدراسات من خلال تشجيع الأبحاث والدراسات حول الظواهر الإرهابية وتأثيرها على المجتمعات .

كما تم عرض فلم وثائقي عن الحرب ضد الإرهاب وداع ش بالذات من انتاج قسم الإعلام في جامعة بابل، ثم عرض مسرحي عن التطرف والإرهاب وكيف قضت عليها فتوى الجهاد الكفائي.
وناقش المؤتمر 115 بحثا موزعة على محاور عدة أولها المحور القانوني الذي ناقش التطرف الفكري أسبابه ومظاهره وسُبل مواجهته من الناحية القانونية والتنظيم الدستوري والقانوني لمكافحة التطرف الفكري المؤدي إلى الإرهاب ودور القانون المدني والتجاري في مواجهة التطرف والإرهاب الفكري ودور الاتفاقيات الدولية ومنظمات المجتمع المدني بمكافحة التطرف الفكري من وجهة نظر قانونية.
في حين ناقش المحور السياسي دور الحكومات في مكافحة التطرف والإرهاب من خلال كيفية صياغة السياسات المحلية والدولية للتصدي للتطرف ودور المنظمات الدولية كالأمم المتحدة في مواجهة التحديات الأمنية والتحولات السياسية والصراعات الإقليمية وتأثيرها على نمو التطرف من خلال تحليل العلاقة بين النزاعات السياسية وانتشار العنف، فضلا عن سياسات الحد من التطرف من خلال الدبلوماسية والسلام.

أما المحور البيئي والاقتصادي فناقش التحديات الاقتصادية كعامل للتطرف كالفقر، البطالة، والتفاوت الاجتماعي كعوامل مغذية للتطرف ودور التنمية المستدامة في مكافحة التطرف والسياسات الاقتصادية العالمية وتأثيرها على استقرار المجتمعات الهشة بالإضافة إلى المحور الفني والإعلامي والمحور الرياضي.

وعلى الصعيد نفسه تفقد الدكتور الياسري قاعات مناقشة البحوث المشاركة كل حسب المحور المشارك فيه، من جانبه أكد المساعد العلمي الأستاذ الدكتور محمد منصور الخفاجي أن توصيات المؤتمر سترفع إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان والجهات ذات العلاقة.