في خطوة مبتكرة تهدف إلى تعزيز ثقافة القراءة لدى الطلبة،قدم التدريسي في قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة بابل،الدكتور علي قيس حمزة الخفاجي،مقترحًا أكاديميًا بعنوان "درجتان بكتاب "يأتي هذا المقترح تماشيًا مع توجهات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الهادفة إلى تنمية المهارات المعرفية والثقافية لدى الطلبة.يهدف المقترح إلى منح درجتين إضافيتين للطالب الذي يقرأ كتابًا ورقيًا واحدًا في مجال تخصصه العام،على أن يتم اختباره شفويًا في محتوى الكتاب بأسلوب يعتمد على الفهم والتحليل،وليس على طريقة الامتحان التقليدي.ويؤكد الدكتور الخفاجي أن هذا الأسلوب يهدف إلى تشجيع التفاعل الحقيقي مع المحتوى الورقي،والابتعاد عن ظاهرة "النسخ واللصق"من الإنترنت التي يلجأ إليها أغلب الطلبة في حال طُلِب منهم كتابة تقرير عن كتاب أو مفردة معينة.

ويقترح الدكتور الخفاجي أن في حالة وجود أعداد كبيرة من الطلبة فيمكن الاعتماد على أسلوب المناقشة الجماعية على شكل حلقات مكونة من 5 طلاب يشتركون في قراءة كتاب واحد،كما يمكن للأستاذ أن يرفع عدد الدرجات الممنوحة لتصل إلى أربع أو ست درجات لمن يقرأ أكثر من كتاب،ضمن ضوابط واضحة،بحسب طبيعة المادة ومستويات الطلبة،وهذه الكتب إما أن تكون في ضمن قائمة يضعها القسم العلمي،أو يمكن إتاحة الحرية للطالب في اختيارها مع موافقة الأستاذ، ومن الضروري أن تكون هذه الكتب متوافرة في مكتبة الكلية أو الجامعة،لضمان سهولة الحصول عليها،وعدم تحميل الطالب تكاليف الشراء.يؤمن الدكتور الخفاجي أن هذا المقترح سيحقق هدفين رئيسيين الأول: إعادة الطلبة إلى ثقافة الكتاب الورقي والقراءة الواعية.اما الثاني: إضفاء قيمة علمية ومعرفية على درجات المساعدة التي قد يحتاجها بعض الطلبة.

ويرى الدكتور الخفاجي أن هذا المقترح يمثل حلاً إيجابيًا لمشكلة التفاوت في مستويات الطلبة،ويحول المساعدة الأكاديمية إلى قيمة معرفية حقيقية،بعيدًا عن أي أبعاد سلبية،كما أنه يشجع على اقتناء الكتب الورقية والعودة إلى المصادر الأصيلة للمعرفة في ظل هيمنة المحتوى الرقمي.يأمل الدكتور علي قيس حمزة الخفاجي أن يكون مقترحه خطوة عملية نحو تعزيز دور الكتاب الورقي في الحياة الأكاديمية وتنمية ثقافة القراءة الجامعية،ليتماشى مع أهداف التعليم العالي في تطوير شخصيات الطلبة علميًا وثقافيًا.