تمكن باحثون في جامعتي بابل وليفربول جون مورس البريطانية من ابتكار جهاز استشعار ميكروويف متطور ذي تطبيقات صناعية حيوية واسعة يمكن اعتماده في قطاعات حيوية بالغة الاهمية مثل صناعة النفط والغاز،الصناعات الكيميائية،ومعالجة المياه.جاء ذلك الانجاز في أطروحة دكتوراه بكلية الهندسة قدمها الباحث الدكتور أنور عبد الأمير عباس،بإشراف مشترك من الأستاذ الدكتور ضرغام عبد الحسن الخفاجي من جامعة بابل،والأستاذ المساعد الدكتور ستيفن وايلي من جامعة ليفربول جون مورس البريطانية.وقال الأستاذ الدكتور ضرغام عبد الحسن الخفاجي أن الفريق البحثي تمكن من تصميم وصنع جهاز استشعار ميكروويف متطور مصمم خصيصًا لقياس التدفقات ثنائية الطور في الأنابيب ذات الأقطار المتنوعة،مما يُشكل هذا الابتكار "تحولًا كبيرًا" في قطاعات حيوية مثل صناعة النفط والغاز،الصناعات الكيميائية،ومعالجة المياه.

واضاف:يتمتع الجهاز بكفاءة عالية في قياس التدفقات ثنائية الطور بدقة متناهية،وهو أمر بالغ الأهمية لتحسين الكفاءة التشغيلية والتحكم في العمليات الصناعية المعقدة.وبين أن الأهمية الجوهرية لهذا الابتكار تكمن في تطوير تقنية قياس غير تداخلية تعتمد على التجاويف الرنانة الميكروويفية،وهذه التقنية الفريدة تتيح الكشف عن التدفقات ثنائية الطور (مثل خليط السوائل والغازات) وقياس نسبها بدقة عالية دون الحاجة إلى التلامس المباشر مع المائع وبهذا تقلل هذه الميزة بشكل كبير من التآكل وتعزز السلامة التشغيلية في البيئات الصناعية القاسية،مما يمثل تقدمًا هائلاً مقارنة بالأساليب التقليدية.

واوضح:تم تصنيع المكون الأساسي للجهاز،وهو التجويف الأسطواني،من النحاس الأصفر (بنسبة 67% نحاس و33% زنك) وقد خضع الجهاز لاختبارات دقيقة باستخدام محلل شبكة (VNA) لقياس معاملات الانعكاس (S-parameters) ضمن نطاق ترددي يتراوح بين 3 و4 جيجاهرتز لضمان أعلى مستويات الدقة والأداء.وأضاف:أجريت التجارب الحاسمة في قسم البحث والتطوير الصناعي التابع لوزارة العلوم والتكنولوجيا،مع التركيز على دراسة تأثير أقطار الأنابيب المختلفة (2، 3، و4 سم) على دقة القياسات،مما يؤكد مرونة الجهاز وقدرته على التكيف مع تطبيقات صناعية متنوعة،وقد تم رفع هذا الابتكار رسميًا من قبل عمادة كلية الهندسة إلى الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية لتسجيل براءة اختراع بهذا الخصوص.

جدير بالذكر أن جامعة بابل ترتبط بعلاقات اكاديمية وبحثية مع عدد من الجامعات البريطانية تعود جذورها إلى عام 2010 حينما قدم الأستاذ الدكتور ضرغام عبد الحسن الخفاجي برنامجًا تطويريًا للجامعة بالتعاون مع الجامعات البريطانية،بهدف تعزيز التعاون الأكاديمي والعلمي،وقد دعم المركز الثقافي البريطاني هذا البرنامج بمبلغ 60,000 جنيه إسترليني،واستهدف 55 تدريسيًا وطالب دراسات عليا لتطوير مهاراتهم البحثية والأكاديمية في جامعة ليفربول جون موريز،كما شمل هذا التعاون اول برنامج توأمة ناجح بين جامعة بابل وجامعتي "نورثامبتون" و"ليفربول جون موريز" تخرجت فيه اعداد من الطلبة بوثائق مشتركة مما أسهم في رفع التصنيف العالمي للجامعة.