احتضنت جامعة بابل ندوة حوارية بعنوان (قراءة في مؤشرات البطالة والفقر في محافظة بابل) بالتعاون مع وزارة التخطيط ومنظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة،بهدف تسليط الضوء على الإشكاليات التنموية الاجتماعية الملحة وتقديم الحلول المقترحة،بحضور الدكتورة هناء إسماعيل إبراهيم الأسدي،وكيل وزارة التخطيط للشؤون الإدارية،والوفد عالي المستوى المرافق لها،ومساعدي رئيس الجامعة للشؤون العلمية،والإدارية،الأستاذ الدكتور محمد منصور الخفاجي،والأستاذ الدكتور ميثاق طالب الجبوري،وعمداء الكليات ونقيب الاكاديميين،وعدد من الأساتذة والباحثين.

افتتحت الندوة بآي من الذكر الحكيم تلاها القارئ حسين الطفيلي،ومن ثم كلمة ألقاها رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أمين عجيل الياسري،أكد فيها على الأهمية البالغة لهذه الفعالية التي تركز على إحدى أبرز التحديات التي تواجه محافظة بابل،وهي البطالة والفقر،وما يرتبط بهما من مؤشرات إنسانية واقتصادية تؤثر بشكل مباشر في الاستقرار والسلم المجتمعي.وشدد الدكتور الياسري على أن دور الجامعة لا يقتصر على التعليم،بل يتعداه إلى التشخيص والمعالجة والتفاعل مع قضايا الواقع،مؤكداً التزام الجامعة بأن تكون بيت خبرة ومصدرًا للتحليل والرؤية لمواجهة تحديات المجتمع،وعلى رأسها مشكلة البطالة والفقر التي تعيق استثمار طاقات الشباب.

وأوضح الياسري أن محافظة بابل،بتاريخها العريق وموردها البشري الغني،بحاجة إلى رعاية وخطط نمو نوعية،خاصة وأن مؤشرات البطالة تظهر فجوة بين التعليم وسوق العمل في ظل تحولات اقتصادية سريعة وتراجع فرص العمل ومن هذا المنطلق،تتبنى جامعة بابل رؤية تعزز التخصصات التطبيقية والتقنية التي تواكب حاجة السوق وتستجيب لتحولات الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي،كما تحفز الجامعة ريادة الأعمال والابتكار من خلال حاضنات أعمال جامعية ومراكز تدريب مهني،وتعمل على بناء شراكات مع القطاعين العام والخاص لتوفير فرص تدريب وتشغيل حقيقية،وربط مخرجات التعليم بمتطلبات التنمية المحلية،وتلتزم الجامعة بإجراء الدراسات والبحوث المستندة إلى بيانات دقيقة تسهم في صياغة سياسات تنموية عادلة وفعالة.

واختتم الدكتور الياسري كلمته بالتطلع إلى الدور الفاعل لهذه الندوة في تعزيز التكامل بين مؤسسات الدولة،وفي مقدمتها وزارة التخطيط، والجامعات ومراكز البحوث،للوقوف عند مكامن الخلل وتقديم البدائل الواقعية والحلول القابلة للتطبيق؛كما جدد شكره للسادة وكلاء وزارة التخطيط للشؤون الادارية والفنية ولكل من ساهم في إعداد هذه الندوة النوعية.تلتها كلمة ألقتها الدكتورة هناء إسماعيل إبراهيم الأسدي،وكيل وزارة التخطيط للشؤون الإدارية أشادت فيها بجهود القائمين على الندوة العلمية المهمة التي تعكس حرص الجامعة على معالجة التحديات الملحة التي تواجه المجتمع البابلي.مؤكدة أن وزارة التخطيط تولي اهتمامًا بالغًا لهذه المؤشرات، ليس فقط على المستوى الوطني بل على مستوى المحافظات أيضًا وإنّ تحليل مؤشرات البطالة والفقر في بابل سيتم تداولها بتعمق في هذه الندوة،وسيوفر ذلك قاعدة بيانات صلبة ورؤى قيمة تمكننا من صياغة سياسات وخطط تنموية أكثر فعالية.مضيفة:انّنا نتطلع إلى توصيات هذه الندوة التي نأمل أن تقدم حلولًا مبتكرة ومقترحات عملية قابلة للتطبيق لمعالجة هذه القضايا الحيوية.

ثم تلتها مداخلة للسيد وكيل التخطيط الفني عبر دائرة تلفزيونية مؤكدا على اهتمام الوزارة على هذه الشركات الواعية مع مؤسسات مهمة مثل الجامعة التي تعتبر مصنع للكفاءات والقدرات ومختبر لابتكار الحلول العلمية الناجعة..مشددا على ان جامعة بابل هي الصرح الاقدر على هذا الدور الريادي المهم.وشهدت الجلسة الحوارية الأولى،التي أدارها الأستاذ الدكتور جواد كاظم البكري،تقديم عدة أوراق بحثية قيمة حيث قدم رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أمين عجيل الياسري ورقة بعنوان (رؤية جامعة بابل عن البطالة والفقر في المحافظة).تلتها ورقة بحثية قدمتها الدكتورة مها عبد الكريم الراوي،مدير عام دائرة التنمية البشرية بوزارة التخطيط،بعنوان (رؤية وزارة التخطيط في قضايا البطالة والتشغيل والحد من الفقر - تخطيط تنموي وأولويات حكومية لتعزيز الاستثمار في رأس المال البشري) ثم استعرضت الدكتورة مها قطاع،المنسق القطري لمنظمة العمل الدولية (التحديات والفرص لتعزيز العمل اللائق في بابل افتراضيا).واختتمت الجلسة الأولى باستعراض ممثل محافظة بابل،الوكيل الفني (إجراءات الحكومة المحلية لمعالجة البطالة والفقر في المحافظة).

أما الجلسة الثانية،التي أدارها الأستاذ الدكتور عدنان ياسين مصطفى،فقد شهدت تقديم مجموعة أخرى من الأوراق البحثية المتخصصة؛قدم الأستاذ مؤيد إسماعيل، مدير عام الإدارة التنفيذية لاستراتيجية الفقر بوزارة التخطيط، ورقة بعنوان (مؤشرات الفقر في محافظة بابل وآلياتها) تلتها ورقة بحثية قدمتها الأستاذ الدكتورة وفاء جعفر المهداوي،دكتوراه في اقتصادات التنمية،بعنوان (الفقر في محافظة بابل..المسارات السببية والمقاربات الإصلاحية من منظور أهداف التنمية المستدامة - (SDG)) ثم قدم الدكتور أحمد محمد حسن،رئيس فريق عمل وزارة التخطيط،ورقة بعنوان (البطالة والفقر في ظل التطور التكنولوجي والتغير المناخي والتهديد والفرص المتاحة في محافظة بابل).

وبعد ذلك،قدمت السيدة علياء إسماعيل عبيد، مدير قسم سياسات التشغيل والقوى العاملة،ورقة بعنوان (تحليل مؤشرات السكان والقوى العاملة في محافظة بابل مع التركيز على دور الشباب) ثم قدم الأستاذ الدكتور مصطفى حبيب عبيد العماري ورقة بحثية بعنوان (الفقر وسياسات الحماية الاجتماعية في العراق:تقييم للواقع واستشراف للنمو التنموي).واختتمت الجلسة بورقة بحثية قدمها السيد وسام جاسب من منظمة العمل الدولية بعنوان (تحليل أوجه القصور في العمل اللائق في محافظة بابل).وشهد ختام أعمال الندوة توزيع الشهادات التقديرية لوفد وزارة التخطيط والمشاركين في الندوة تعبيرا عن التعاون المثمر مع المؤسسات الوطنية والدولية لمعالجة القضايا المجتمعية الملحة،والاسهام في صياغة رؤى واستراتيجيات مستقبلية تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والازدهار في محافظة بابل.