كشفت أطروحة دكتوراه في جامعة بابل عن إنزيم مضاد للسرطان مستخلص من البكتيريا، قدمها الباحث عباس عبد نور هادي شعلان العويدي والتي حملت عنوان (تنقية وتوصيف النشاط التضادي لإنزيم L-methioninase المستخلص من بكتيريا Pseudomonas aeruginosa) تحت إشراف الأستاذ الدكتور محمد عبدالله جبر.هدفت الدراسة التي تعد خطوة علمية مثيرة تبشر بآفاق جديدة في مكافحة السرطان،إلى استخلاص وتنقية إنزيم L-methioninase من بكتيريا Pseudomonas aeruginosa وهي بكتيريا تم عزلها من 150 عينة سريرية جُمعت من مستشفى بابل التعليمي ومستشفى مرجان خلال الفترة من نوفمبر 2023 إلى يناير 2024 وقد شملت العينات حالات متنوعة مثل الحروق والجروح والتهابات المسالك البولية والأذنية والبلغم.

تكمن أهمية البحث في نجاح الباحث في تحديد الظروف المثلى لإنتاج الإنزيم،حيث سجل أعلى نشاط نوعي بلغ 2.7 وحدة/مل عند درجة حموضة 7 ودرجة حرارة 37 مئوية.ولم يقتصر الإنجاز على ذلك،فقد تمكن الباحث من تنقية الإنزيم عبر ثلاث مراحل متقدمة:الترسيب بكبريتات الأمونيوم،كروماتوغرافيا التبادل الأيوني،والترشيح الهلامي،مما أدى إلى وصول النشاط النوعي النهائي إلى 16.6 وحدة/ملغم بنسبة استرداد بلغت 45%.وبينت النتائج الأكثر إثارة التي جاءت في الجزء المتعلق بفعالية الإنزيم المنقى انه أظهر قدرة ملحوظة على تثبيط نمو عدة سلالات من الخلايا السرطانية،بما في ذلك خلايا سرطان الكبد،البنكرياس،المبيض،العظام،الغدة الدرقية،القولون،والكلى.تراوحت قيم IC50 (التركيز الذي يثبط 50% من نمو الخلايا) بين 64.68 و 211.4 ملغم/مل،مما يشير إلى فعالية الإنزيم كمادة مضادة للسرطان.

وقد تم اختيار خطي خلايا سرطان العظام MG63 والبنكرياس PANC1 لإجراء دراسات بيولوجية متعمقة في المستقبل.وشهدت المناقشة حضورًا واسعًا من الأساتذة والباحثين الذين أشادوا بالإجماع بأهمية هذا البحث الرائد في مجال التطبيقات الطبية والعلاجية للإنزيمات البكتيرية،وأكد الحضور على الإمكانات الواعدة لنتائج هذه الدراسة في تطوير أدوية جديدة وفعالة لمكافحة السرطان،مما يفتح الباب أمام علاجات مبتكرة قد تحدث فرقًا كبيرًا في حياة المرضى.