المفعولُ الْمُطْلَقُ
دَلاَلَةُ المصدرِ ، وتعريفُه
الْمَصْدَرُ اسْمُ مَا سِوَى الزَّمَانِ مِنْ مَدْلُولَىِ الفِعْـلِ كَأَمْنٍ مِنْ أَمِنْ
عَلاَمَ يدلُّ المصدر ؟ وما تعريفه ؟
المصدر يدلّ على أحد مدلولي الفعل ، وهما : الحَدَثُ ، والزَّمان . فالفعل قام (مثلا) يدل على الحدث ، وهو ( القيام ) ويدلّ على الزمن الذي حَدَث فيه القيام ، وهو : الزمان الماضي ، وكذلك الفعل المضارع ( يقوم ) يدل على القيام في الحال ، أو الاستقبال ، وكذلك فعل الأمر ( قُمْ ) يدلّ على القيام في الاستقبال ، والمصدر يدلّ على ( الحدث ) فقط ، وهو أحد مدلولي الفعل . وهذا هو مراد الناظم بالبيت السابق ، وقد مثَّل لذلك بالمصدر ( أَمْنٍ ) فإنَّه أحد مدلولي الفعل ( أَمِنَ ) .
فتعريف المصدر إذا : هو ما دلّ على الحدث مُجرَّداً من الزَّمن .
ما تعريف المفعول المطلق ؟ ولم سُمي مُطلقاً ؟
المفعول المطلق ، هو المصدر الْمُنْتَصِبُ توكيداً لعامله ، أو بياناً لنوعه ، أو بياناً لِعَدَدِه .
فمثال المؤكِّد لعامله قوله تعالى : وكقولك :
ضربْتُ زيداً ضرباً .
ومثال المبيِّن لنوعه قوله تعالى : وكقولك : ضربتُ زيداً ضرباً شديداً ، سِرْتُ سَيْرَ زيدٍ .
ومثال المبين لعدده قولك : سجدتُ للهِ سَجْدَةً ، ضربتُ زيداً ضربتين .
وسُمِّي مفعولا مطلقا ؛ لأنه يَصْدُقُ عليه لفظ ( المفعول ) دون أن يَتَقَيَّدَ بحرف جر ، أو غيره ، فهو مطلق غير مقيد بخلاف غيره من المفاعيل ؛ فإنها لا يصدق عليها اسم ( المفعول ) إلا مُقَيَّداً بحرف جر ، أو ظرف ؛ فيقال : المفعول به ، والمفعول فيه ، والمفعول له ، والمفعول معه .
ما الفرق بين قولنا: مصدر منصوب، ومفعول مطلق منصوب ؟
النحّاة يُسَمُّون المصدر المنصوب الدالّ بنفسه على أحد أنواعه الثلاثة : (التأكيد ، والنوع ، والعدد) يُسمونه : المفعول المطلق .
فعند إعراب المصدر الأصلي المنصوب ، نحو: فهمت فهماً ؛ نقول : مصدر منصوب ، أو : مفعول مطلق منصوب . أما إذا كان نائبا عن المصدر ، نحو : فهمت كُلَّ الفهم ؛ فنقول: نائب عن المصدر منصوب ، أو : مفعول مطلق منصوب ، ولا يصحّ أن تقول : مصدر منصوب ؛ لأنه ليس بمصدر .
وقد يكون مصدراً ولكنه ليس مصدراً للفعل المذكور ، نحو : ابتَسَمْتُ تَبَسُّماً ، ونحو : جلستُ قُعوداً ، فهذا أيضاً لا تقول في إعرابه : مصدر منصوب .
عامل النَّصب في المفعول المطلق
بِمِثْلِهِ أَوْ فِعْـلٍ أَوْ وَصْفٍ نُصِبْ وَكَـوْنُهُ أَصْلاً لِهَـذَيْنِ انْتُخِبْ
ما عامل النصب في المفعول المطلق ؟
ينصب المفعول المطلق بأحد أمور ثلاثة ، هي :
1- المصدر . وهذا مراد الناظم بقوله : " بمثله " ( أي : ينصبه مصدر مثله ) نحو قوله تعالى : وكقولك : عجبتُ من ضَرْبِك زيداً ضرباً شديداً . فضرباً: مفعول مطلق ،ناصبه المصدر: ضَرْبك .
2- الفعل ، كما في قوله تعالى : وقوله تعالى :
.
3- الوصف ، كما في قوله تعالى : وقوله تعالى :
وكقولك : أنا ضَارِبٌ زيداً ضرباً .
ما مراد الناظم بقوله : " وكونه أصلا لهذين انْتُخِبْ " ؟وضِّح ذلك تفصيلا.
يريد أنّ المصدر هو الأصل ، والفعل والوصف مشتقان منه ، وفي المسألة خلاف بيانها كالآتي :
1- مذهب البصريين : أنّ المصدر هو الأصل ، والفعل والوصف مشتقان منه .
وهذا هو ما اختاره الناظم .
2- مذهب الكوفيين : أنَّ الفعل أصل ، والمصدر مشتق منه .
3- ذهب ابن طلحة : إلى أنَّ كلاًّ من المصدر ، والفعل أصل بنفسه، وليس أحدهما مشتقا من الآخر .
4- ذهب قومٌ : إلى أنّ المصدر أصل ، والفعل مشتق منه،والوصف مشتق من الفعل .
والصحيح ما ذهب إليه البصريون ؛ لأن من شأن كل فرع أن يتضمَّنَ الأصل وزيادة ، والفعل فرع بالنسبة إلى المصدر ؛ لأنه يتضمن المصدر (أي : الحدث) مع زيادة الزمان ، وكذلك الوصف فرع بالنسبة إلى المصدر؛ لأنه يتضمن المصدر ، والفاعل. فكلٌّ من الفعل ، والوصف تضمَّن الأصل ، وهو المصدر مع زيادة الزمن في الفعل ، وزيادة الفاعل في الوصف .
ماذا يشترط في الفعل الذي ينصب المفعول المطلق ؟
يشترط فيه ثلاثة شروط ، هي :
1- أن يكون الفعل متصرفا . أمَّا الجامد ، كعسى ، وليس ، ونحوهما فإنه لا ينصب المفعول المطلق .
2- أن يكون تامًّا . أما الناقص ،ككَانَ ، وأخواتها فلا ينصب المفعول المطلق .
3- ألاّ يكون مُلْغًى عن العمل . فإن أُلْغِي عن العمل ، كظنّ ، وأخواتها إنْ
توسّطت بين المفعولين ، أو تأخّرت عنهما فإنه لا ينصب المفعول المطلق .
ماذا يشترط في الوصف الذي ينصب المفعول المطلق ؟
يشترط فيه شرطان ، هما :
1- أن يكون متصرفا .
2- أن يكون الوصف اسم فاعل ، أو اسم مفعول ، أو صيغة مبالغة فإن كان الوصف اسم تفضيل لم ينصب المفعول المطلق ، وإن كان صِفَة مُشَبَّهة فقد منعها قومٌ حَمْلا لها على اسم التفصيل ، وأجازها آخرون ، منهم ابن هشام .
د.ظاهر الشكري
المادة المعروضة اعلاه هي مدخل الى المحاضرة المرفوعة بواسطة استاذ(ة) المادة . وقد تبدو لك غير متكاملة . حيث يضع استاذ المادة في بعض الاحيان فقط الجزء الاول من المحاضرة من اجل الاطلاع على ما ستقوم بتحميله لاحقا . في نظام التعليم الالكتروني نوفر هذه الخدمة لكي نبقيك على اطلاع حول محتوى الملف الذي ستقوم بتحميله .