عادل محمد
باشرت بعثة التنقيب الأثرية في قسم الآثار بتوثيق المقتنيات الأثرية المكتشفة في موقع دلبات الأثري (25) كم جنوب مدينة الحلة خلال أعمال الموسم التنقيبي الثالث لطلبة الآثار بهدف تسليمها إلى الهيئة العامة للآثار والتراث.وقال معاون عميد الكلية للشؤون العلمية رئيس قسم الآثار سابقا الدكتور كاظم جبر سلمان أن الاكتشافات أسهمت إلى حد كبير في إلقاء ضوء جديد على تاريخ مدينة بابل الاثرية من خلال فك الغموض عن الجزء المفقود من تاريخ المدينة إذ كشفت بعثة التنقيب عن احد المداخل الرئيسة للمدينة فضلا عن عثورها على مجموعة من القطع الأثرية بعد عام كامل من التنقيب والعمل الشاق في الموقع الأثري.
مضيفا أن نتائج الموسم التنقيبي كانت الأفضل على صعيد المواسم السابقة، إذ عثرت البعثة ولأول مرة على مجموعة من النصوص المسمارية منقوشة على مجموعة من الآجر (طابوق) ضمن جدار الكيسو المحيط بالمعبد وباللغة السومرية.مؤكدا أن هذه الاكتشافات تعد غاية في الأهمية لتوثيقها حقائق علمية مذهلة كان في مقدمتها الحصول لأول مرة على دليل مادي ملموس يثبت أن هذا الموقع هو بالفعل بقايا مدينة دلبات الأثرية وأن المعبد المكتشف في تنقيبات هذا الموسم هو معبد الإله اوراش الإله الرئيس للمدينة، وأن من شيده هو الملك (كريكالزو) أحد ملوك السلالة الكيشية التي حكمت في بابل عند منتصف الألف الثاني قبل الميلاد، لافتا إلى أن الأدلة السابقة عن هذا الموضوع كانت مدار شك لدى الاثاريين كونها أخذت من نصوص لم يتم العثور عليها في هذا الموقع عن طريق تنقيبات أثرية إنما جلبت من قبل أهالي المنطقة لتقع بين ايدي الاثاري (هرمز رسام) خلال القرن التاسع عشر الميلادي وعلى أثرها قام بأول تنقيبات اثرية غير علمية في الموقع.
مشيرا إلى ان البعثة التنقيبية في جامعة بابل وثقت قطع أثرية عديدة من بينها ألواح فخارية وكسر من قطع ذهبية وأشكال نحاسية وأختام اسطوانية وفخاريات والعديد من المقتنيات الأثرية.ولـفـت معاون عميد الكلية إلى أن ابـرز المعوقات التي تواجه عمليات التنقيب تمثلت بقلة التخصصات المـالـيـة مـمـا تـسـبـبت فــي تأخير سير الأعمال.مضيفا أن مشروع التنقيبات الاثرية هذا قد نال اهتمام وزير التعليم العالي الدكتور قصي السهيل فقرر زيارة الموقع والاطلاع على نتائج التنقيبات الاثرية عند نهاية شهر نيسان من العام الماضي وقد أعجب بتلك النتائج ووجه بتقديم الدعم والإسناد إليها، فضلا عن قيام وزير الثقافة الدكتور عبد الامير الحمداني بزيارة ميدانية للموقع، مبديا إعجابه بنتائج تنقيبات البعثة وأوصى أيضا بضرورة تقديم العون والمساعدة لبعثة التنقيب تثمينا منه على ما قدموه من انجازات في هذا الجانب. جدير بالذكر أن مساحة تل الديلم تبلغ نحو(170) دونم تقريبا جنوب مدينة الحلة/ ناحية الكفل مقاطعة أبو سميج حيث يعرف هذا الموقع محليا باسم (تل الديلم)، الذي هو بقايا مدينة عراقية قديمة عرفت باسم (دلبات)، يعود تاريخها إلى العصر البابلي الوسيط وصولا إلى عصر فجر السلالات، حيث منحت دائرة الآثار والتراث / مديرية التحريات والتنقيبات إجازة التنقيب لقسم الآثار بجامعة بابل على تخصيص هذا الموقع لغرض إجراء التنقيبات الأثرية لتدريب الطلبة على العمل الميداني.