علي حسن كريم
بمزيد من الحزن والأسى نعت جامعة بابل فقيدها الراحل العالم العراقي الدكتور جليل الخفاجي أحد أبرز خمسة علماء في العالم وعباقرته في مجال الكيمياء، وهو واحد من أبرز علماء العراق وجامعة بابل الذي حاز على تسع براءات اختراع من داخل العراق وخارجه، ووسام التميز العلمي لما قدمه من خدمات علمية ومشاريع كبيرة للأجيال.ولد الخفاجي عام (1942) في بابل، وتخرج من الإعدادية عام (1961)، وتم قبوله في طبية الموصل وهندسة بغداد ولكنه فضل دراسة الكيمياء في جامعة بغداد وتخرج منها عام (1965)، ثم أكمل الماجستير عام (1969)، ليتبعها بالدكتوراه عام (1979.عمل خبيرا في وزارة الصناعة والمعادن مدة (45) سنة، وسجل أول براءة اختراع عام (1980) في انكلترا، وأمريكا، والمكسيك، واليابان، والعراق ... وكتبت اليابان عنه " أنه يشبه العلماء اليابانيين بعد الحرب العالمية الثانية الذين أوصلوا اليابان إلى ما وصلت إليه الآن".
سجل بعد براءة الاختراع الأولى (8) براءات اختراع أثارت العالم، وهي استخدام الماء بدلا من الغاز الطبيعي في صناعة الحديد، وكذلك نقل وخزن الحديد الاسفنجي، وأخرى هيدروجين الماء وقود البشرية مستقبلا... والكلوروفيل ماص لأشعة كاما المسرطنة وللملاجئ النووية، والشوندر مخمد للأورام السرطانية وماسك لايونات المعادن السامة في جسم الإنسان. حصل على مدى أربع سنوات متتالية على هدية يوم العلم وتوجها في العام الخامس سنة (2013) بوسام العلماء.عام (2012) دخل موسوعة علماء الكيمياء، وفي عام (2014) تأهل للدخول إلى شبكة (WHO IS WHO) التي تضم عباقرة العالم، وفي عام (2015) أصبح مقوما علميا لثومسن رويترز الأمريكية ومدير نشر لاومكس التي تضم خمس دول منها أمريكا، واليابان والصين، وألمانيا، وسنغافورة. كتبت له أمريكا بغية الهجرة "جليل ستصبح أكثر شهرة في أمريكا "، وكذلك اليابان إذ قدمت له عرضا مغريا لمشاريعه البحثية، ولكنه آثر بلده وجامعته العزيزة على قلبه، وفي عام (2016) ألقى بحث الشوندر في الصين، وقال له أحد العلماء الفرنسيين مستغربا "كيف اهتديت إلى الشوندر"؟دعته دولة قطر للالتقاء بباحثيها في معهدي الطاقة والبيئة، ومعهد الطب الحياتي، وبالفعل تم ذلك، وألقى بحثا في كل معهد، حيث التقى به رئيس جامعة حمد بن خليفة وقال له "جليل نحن محظوظون أن التقينا بك ونعرف عنك كل شيء، ودعوتنا لك مفتوحة " . كتب عن الغازات التي صنعها الله (سبحانه)، والغازات التي صنعها الإنسان (315) غاز بـ(3500) صفحة، وجاء بفلسفة جديدة لخدمة قارتنا الحارة، فعرف الغاز بأنه المادة التي تغلي حتى (50) درجة مئوية وتحت الضغط الجوي لان جونا ساخن... بينما أوربا تعرف الغاز بالمادة التي تغلي حتى (25) درجة مئوية تحت الضغط الجوي.. بينما الاتحاد السوفيتي السابق يعرفه حتى (15) درجة مئوية تحت الضغط الجوي.. أخذت من حياته (12) عاما بمعدل (10) ساعات يوميا من عام (1991) إلى (2002..( تضمنت صناعة غازات ومواد عديدة وتطرق إلى القنبلة الهيدروجينية (النووية ).. تختاره الآن دول العالم عضوا منظما لمؤتمراتها السرطانية، وأخرى متحدثا فيها. إنه العالم العراقي، من أعلام جامعة بابل وكبار أساتذتها، إنه صانع العلماء الأستاذ الدكتور جليل الخفاجي.