بقلم / عادل محمد
ناقشت رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الإنسانية (الاستعــــــــــطاف فــي الشــــعر الأُمـــــــوي)، للطالبة ســـــــــــــجــى حامـــد نــعمه عبد العباس الفــتلاوي، بإشراف الدكتورة إنصاف سلمان علوان.تضمنت الرسالة ثلاثة فصول تناول الأوّل, روافـد الاستعطاف الحِجاجيّـة, وقُسِـم على ثلاثة مباحث, فكان الأوّل, مراعاة للمقام ومقتضيات الحال, والثاني, دراسة وسائل الإثارة والتأثير, من لغة وبلاغة وموسيقى, وختم المبحث بإحصاء لتلك البحور والقوافي, التي جاء بعضها بصورة متكررة, والمبحث الثالث, التراكـيـب الأسلوبية .
وجاء الفصل الثاني, بتقنيات الاستعطاف الحِجاجيّـة, الذي تضمن ثلاثة مباحث أيضاً, فالمبحث الأوّل, حَمِـل عنوان حجج الاستعطاف شبه المنطقيّة, والمبحث الثانـي, الحجج المؤسسة لبنية الواقع, والثالث, ما استدعى القيم والمشترك .وعني الفصل الثالث, بعلاقات الاستعطاف الحِجاجيّـة, وهو يتكون من أربعة مباحث, الأوّل بعنوان علاقة التتابع, والثاني العلاقة السببية, والثالث العلاقة الاستنـتاجية, والرابع علاقة الاقتضاء .
وبينت الرسالة أن الاستعطاف يعد فَـنّا من فنون الشعر القديمة, ويقال له أحياناً الاعتذار وفي تتبعنا لتاريخ هذا الفن وجدنا أنّه لم يخل منه أيّ عصر من عصور الأدب العربي, وكثير من الشعراء نظموا الشعر استعطافاً أو اعتذاراً؛ عما ارتكبوا من إساءة, ولكنه كثر بشكل ملحوظ في العصر الأُموي؛ لتعدد الظروف التي دفعت بالشاعر إلى طلب ترقيق موقف المتلقي واستمالة عاطفته نحوه.
وركزت الرسالة على دراسة ظاهرة الاستعطاف في الشعر الأُموي, من خلال الإقناع وخلق القبول والإرضاء أو الإغواء وتسويغ الأفكار بقصد تمريرها هي غاية الشاعر المستَعطِـف وهو يستدرج السامع إلى تبني موقف ما؛ وذلك باللجوء إلى مختلف تقنيات الحِجاج وروافـده وعلاقاته, وهو ذاهب بما هو غير أكيد إلى نحو ما هو أكيد باستخدام التعليل وحث العواطف وغيرها.