ناقشت رسالة ماجستير في كلية العلوم الإسلامية دراسة موضوعية عن التولي والإعراض في القرآن الكريم، قدمها الباحث مشتاق طالب جواد،بإشراف الدكتور محمد طالب الحسيني بينت الدراسة أن لفظتي (التولي والإعراض) شغلت حيزا واسعا من اهتمام العلماء والمسلمين نظرا لكثرة ورودهما واشتقاقاتهما في الكتاب العزيز، ولما فيهما من سلوكيات (جسدية، نفسية) تبحث في شكل من أشكال التواصل الإنساني يتم من خلاله إرسال رسائل تحمل في طياتها تعبيرا عن الرأي والموقف والعقيدة يستحق الوقوف عنده وايلائه الأهمية البالغة.تجلت أهمية الدراسة بحسب الباحث في كونها سلطت الضوء على معاني ومظاهر وأقسام وأحكام وعواقب وضوابط وسلوكيات (التولي والإعراض) في سياق النص القرآني تندرج تحت عنواناتها أساليب تربوية اصلاحية من شأنها الإسهام في تصحيح مسارات البعض وتعميق وعيهم بأساليب التعامل مع الخصوم في مقامات مخصومة،وتقدم مجموعة من الإجراءات الوقائية التي تمنع من الوقوع في التصادم المؤدي إلى تعقيد المواقف وتأزم العلاقات وتوتير الأجواء، وإذا ما وقع التصادم فأن هذه الدراسة تعرض أساليب ناجعة لاستئناف التواصل مع الآخرين في ظروف ومناخات جديدة تكون أكثر ايجابية ومرونة.
واستنتجت الدراسة أن القرآن الكريم عرض منهجا بين التولي والإعراض في صور الأساليب والمظاهر والضوابط، والعواقب والكيفيات (النفسية والجسدية) اللازمة عند هذين المفهومين سلبا وإيجابا،وقد عززت الآيات الكريمة هذا المنهج بالمصاديق والشواهد القصصية وأطرته بالمواعظ الداعية إلى التزام (التولي والإعراض) في بعض المواقف، أو اجتنابهما في مواقف أخرى،وكل ذلك بما تقتضيه إرادة الشارع المقدس.كما توصلت الرسالة إلى أن القرآن الكريم يدعو في بعض الآيات إلى (التولي والإعراض) باعتبارهما تأديب إلهي وخلق نبوي من شأنه تهذيب الطبع البشري والارتقاء به إلى مغانم الرفعة والسمو الأخلاقي .
عادل محمد