بحثت دراسة في كلية الفنون الجميلة أعدها الدكتورة أمل حسن الغزالي، والدكتور ماجد نافع الكناني (توظيف مفاهيم الفنتازيا في نصوص المسرح المدرسي).بينت الدراسة أن الفنتازيا تمثل نوعا أدبيا لا واعيا, فتجنح نحو الخيال اللامحدود وتتداخل وعالم الأحلام لتعبر الأمكنة والأزمنة الواقعية وصولا لحلول ذات سمة أنانية ضعيفة تميل نحو الجهوزية في حل المشكلات, مشيرة إلى أن الفنتازيا تميل نحو الذات وتغور بها بعيدا عن الموضوع والعموم في انفرادية غير متوازنة تدخل الذات الإنسانية عوالم غير واضحة ضبابية الملامح متأرجحة في عالم من الخيال البعيد الأفق والمثير للدهشة والانفلات من قيود الواقع بعد صراع مرير بين المألوف واللامألوف.
وأوضحت الدراسة أن الفنتازيا تفقد سيطرتها المنطقية على الأحداث الواقعية والمألوفة للذات الإنسانية, حيث تجنح بعيدا عن التوثيق في نتاجاتها الأدبية والمسرحية لتضم أحداثها صراعات قوى خارقة متعددة غير عقلانية تمتاز بغرائبيتها عن عالم المتلقي ليبرز التضاد بين عالم الذات والعالم الموضوعي, بين المنطق واللامنطق الأمر الذي يدخل المتلقي إلى أجواء من الحيرة بين ذاته العارفة بالقوانين الواقعية والأعراف والأحداث المألوفة وكل ما هو منطقي وما يتلقاه من أحداث افتراضية غير مألوفة ولا عقلانية ليحدث الدهشة والإفراط بالتعجب، مضيفة أن هذه العوالم ستكون غريبة عن ذهن الطالب الذي يشارك ويتلقى الأعمال المدرسية المسرحية التي تتداخل في نسيجها الفني مفاهيم الفنتازيا بشكل أو بآخر, لذلك تبرز المشكلة بالتساؤل عن كيفية توظيف الكاتب المسرحي لمفاهيم الفنتازيا في نصوص المسرح المدرسي ؟
عماد الزاملي