كلية العلوم تحذر من مخاطر المخدرات الرقمية

طباعة ورفع: وسام ناجي المعموري

عدد الزيارات: 697

بواسطة قسم الاعلام والعلاقات العامة


كتابة وتحرير - قسم الاعلام, رئاسة جامعة بابل

تاريخ النشر: 07/12/2017

اخر تصفح: 2024/04/20



حذر أساتذة في كلية العلوم من مخاطر المخدرات الرقمية على المجتمع وسبل الوقاية منها، وذلك ضمن المنهاج الثقافي لقسم الفيزياء، بحضور عدد من اساتذة وطلبة القسم.
وبينت المحاضرة التي قدمها الدكتور عدنان حمود الاعرجي أن المخدرات الرقمية هي عبارة عن موسيقى صاخبة بصيغة MP3 تسمع عن الطريق الهيدفون بكلتا الأذنين وباستخدام ترددين مختلفين قليلا، مما يسبب سماع كل تردد من اذن ويجمع الدماغ الترددين ويسمع موجة صوتية ترددها الفرق بين الترددين السابقين لفترة ما لا يقل عن أربعين دقيقة مسببة إكلال الدماغ ومن ثم افراز هرمون يساعد على الاسترخاء.
وبين المحاضر أن هذا النوع من المخدرات لم ينتشر حاليا في العراق ولم يصل إلى الظاهرة ولكنه انتشر في الدول العربية ولابد من إجراءات استباقية لتعريف العوائل العراقية بمخاطرها والانتباه بوجود خطر يهدد المجتمع، وقد بدأت الدول الأوربية بإنشاء عيادات خاصة لعلاج المدمنين على هذا النوع من المخدرات من خلال تحويل الموسيقى المخدرة إلى موسيقى هادئة تسبب الاسترخاء الطبيعي بعيدا عن التشنجات.
وأوضح المحاضر أن مستخدم المخدرات الرقمية يحتاج إلى عشرين دقيقة فقط للوصول للنشوة وسيحتاج في المرة القادمة إلى زمن أطول من هذا وهكذا تباعا يبدأ يستهلك زمنا، وفي الوقت ذاته سيستهلك جسمه لأن عملية إفراز هرمونات الاسترخاء ليست طريقة معتادة أو أنها تحدث بشكل تلقائي وإنما تجبر الدماغ على اطلاق هذا الهرمون ومن ثم تؤدي إلى حدوث مشاكل في الشبكة العصبية وبقية أعضاء جسم الإنسان، كون هذا الهرمون إذا ما أفرز بصورة أكثر من الطبيعية وبشكل قسري يؤدي إلى الهاوية مما يكون اخطر بكثير من المخدرات الكيميائية العادية.
وبين الاعرجي أن مشكلة خطورة المخدرات الرقمية تكمن في عدم وجود اعراض اولية على الشخص المدمن عليها على عكس المخدرات الكيمياوية التي تكون أعراضها واضحة للغاية، وأن هذا النوع من المخدرات يؤثر بمجرد وضع الهيدفون على الأذنين والتي يصاحبها تشنجات وضمور بالشبكة العصبية التي حينما يتم استخدامها اكثر من اللازم تثقل عصب الاذن المتصل مع الدماغ وحصول ثقل على الدماغ ولهذا العصب عمر معين فأول نذير لهذه المخدرات هو الصمم وتلف الدماغ.
وأوضح المحاضر أن أعراض المدمنين على هذا النوع من المخدرات القيام بحركات غير اعتيادية كالتواء الايدي وحالة تشبه الشلل والعوق وحركات تدل على النفرزة التي يشعر بها بعد حالة الاسترخاء، حيث أن كل نوع من المخدرات الرقمية يمكنه أن يستهدف نمطا معينا من النشاط الدماغي، فمثلا عند سماع ترددات الكوكائين لدقائق محسوبة فإن ذلك سيدفع الدماغ للتحفيز بصورة تشابه الصورة التي يتم تحفيزه فيها بعد تعاطي هذا المخدر بصورة واقعية.
وأضاف: أن عبء هذه المشكلة قد زاد كثيرا عندما اصبحت وسائل التواصل المتهم الأول عن تغير طباع المجتمع وهدر الكثير من الوقت والجهد وولادة أمراض جديدة تعرف بأمراض العصر إيذانا بولادة اسلوب جديد للتحكم بالبشر والقتل النظيف, بمخدرات غير تقليدية .
وأوضح المحاضر أن المخدرات الرقمية التي اكتشفها العالم الألماني الفيزيائي هينريش دوف عام 1839، استخدمت لأول مرة عام 1970 لعلاج بعض الحالات النفسية، لشريحة من المصابين بالاكتئاب الخفيف في حالة المرضى الذين يرفضون العلاج السلوكي (الأدوية)، ولهذا تم العلاج عن طريق تذبذبات كهرومغناطيسية، لفرز مواد منشطة للمزاج، وقد استخدمت موسيقى "المخدرات" في مستشفيات الصحة النفسية، نظرًا لأن هناك خللًا ونقصًا في المادة المنشطة للمزاج لدى بعض المرضى النفسيين، ولذلك يحتاجون إلى استحداث الخلايا العصبية لإفرازها، تحت الإشراف الطبي بحيث لا تتعدى عدة ثوان، أو جزء من الثانية وأن لا تستخدم أكثر من مرتين يوميًا، وتوقف العلاج بهذه الطريقة - آنذاك – نظرًا لتكلفتها العالية.
وتطرق المحاضر إلى أنواع المخدرات الرقمية، مبينا أن هناك ترددات لكل نوع من المخدرات، مثلالكوكائينوالميثانفيتامين المعروف بـ"كريستال ميث" وغيرها الكثير، منها ما يدفع الشخص للهلوسة وآخر للاسترخاء وآخر للتركيز وهكذا، ومسميات أخرى كـ "أبواب الجحيم" و"المتعة في السماء".
واستعرضت المحاضرة كيفية الحصول على المخدرات الرقمية من خلال مواقع متخصصة تقوم ببيع هذه النغمات على مواقع الانترنت، ولا توجد رقابة رسمية أو حظر لمثل هذه النغمات في الوقت الحالي، ويتم ترويجها عبرمواقع التواصل الاجتماعيأيضا مقابل القليل من الدولارات، إلى جانب إمكانية الحصول عليها عبر موقع يوتيوب بشكل مجاني.
وكشفت المحاضرة عن خطورة المخدرات الرقمية التي تكمن في رخص ثمنها بين 3 $ و 30$ كما ان بعض المواقع تنشر خبرات أشخاص تعاطوا المخدرات الإلكترونية، فيكتبون عن تجربتهم الناجحة لها وعدم تأثرهم سلبا بها، وتعرض منتجاتها بأسعار تنافسية تشجيعية على عكس المخدرات التقليدية، ما يجعلها بمتناول الجميع كما ان مروجي هذا النوع من المخدرات غير مطاردين من قبل الحكومات ومعظمهم غير معروفين اصلا ويوزع نسخ مجانية منها لغرض الادمان.
وبينت المحاضرة أن متعاطي هذا النوع من المخدرات تعتريهم حالة من الشلل وفقدان القدرة التحكم بأعضاء جسمهم واستمرار الحالة قد يؤدي إلى الوفاة، كما أن متعاطيها لا يثيرون الريبة في المحيط ويبدون مجرد اشخاص يسمعون ملفات صوتية مع سهولة نسخها ونشرها، وكثيرا ما تسوق المخدرات الرقمية باعتبارها منحف أو مزيل للتوتر مقوي للذاكرة ليستجلب فئات كبيرة من المجتمع مما يزيد في فرص وقوع الضحية في مصيدة المخدرات الرقمية لتساهل أو غياب الرقابة الأبوية.
وفي ختام المحاضرة بين الدكتور الاعرجي أن معالجة المخدرات الرقمية يأتي من خلال تطوير وتحديث القانون لتجريم استخدام هذه المخدرات وتدريب فرق المكافحة على رصد وحجب المواقع التي تروجها وإيجاد تعاون دولي قوي لتحديد مصادر هذه المواقع، والعمل على ضبط مروجيها، وكذلك تطبيق توعية مبتكرة تتناسب مع الشباب والتواصل مع الأسر، وتدريبها على فرض نوع من الرقابة الذاتية على أبنائها واستهداف المدارس والجامعات بالتوعية من خلال التنسيق مع إداراتها.
عادل محمد

اعلام جامعة بابل  اعلام جامعة بابل  

تاكات المحتوى: كلية العلوم تحذر من مخاطر المخدرات الرقمية
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: h@uobabylon.edu.iq

جميع الحقوق محفوظة - شعبة موقع الجامعة © جامعة بابل