الدكتورعامر المرزوك يبحث في تجريبية عروض عوني كرومي المسرحية

طباعة ورفع: وسام ناجي المعموري

عدد الزيارات: 760

بواسطة قسم الاعلام والعلاقات العامة


كتابة وتحرير - قسم الاعلام, رئاسة جامعة بابل

تاريخ النشر: 24/04/2017

اخر تصفح: 2024/04/24



يكشف الدكتور عامر صباح المرزوك من كلية الفنون الجميلة عن تجربة عوني كرومي في أساليب إخراجية وفنية مختلفة وانتقالاته فيها ، فكانت عروضه تتوزع بين الاجتماعية والتجريبية ، وقدم سلسلة من التجارب المختلفة في النص والمكان والأسلوب ، وعن تجربته يقول : "في العرض المسرحي أوضح المنهج ، فأنا بلا منهج لا استطيع أن أكّون عرضاً،ومنهجي الواقعي ـــ التجريبي قائم على أمكانية خلق مدركات جمالية من خلال التعبير الفني للغة الجسد والمعنى".
يؤكد (كرومي) في أغلب عروضه المسرحية على قدرات الممثل الأدائية ، فهي الوسيلة التي يعتمدها لتقديم مهارات أدائية تجعل من فن الاتصال مع المتلقين مقنعاً وفعالاً،لذا فهو يؤكد على ساعات التدريب الطويلة باحثاً في الطاقات الكامنة لدى الممثل موصلاً إياه إلى حالة الإتقان التي تجعل الممثل عفوياً مسترخياً ليعطي كل ما عنده من طاقة.
ويستعرض المرزوك احدى تجارب (كرومي) في المسرح مثل مسرحية (فوق رصيف الرفض) التي عرضت في قاعة صغيرة بلا خشبة عرض وأجلس الجمهور على الأرض ، وجعل التمثيل يدور حوله مستخدماً ديكوراً بسيطاً يمثل شواهد قبور وغطاء أسود السقف وبعض الحبال ليوحي بالخيمة ، وفي مسرحية (ترنيمة الكرسي الهزاز) حقق المكان حضوراً في العرض ، عندما أعطى للحدث عمقاً ، كانت الأسرار داخل الشخصيتين أسرار مكانية.
وفي مسرحية (قصائد ممسرحة) جعل الخشبة على شكل صليب داخل القاعة ، وأشرك الجمهور مع الممثلين في ردود أفعالهم أو إجاباتهم الآنية ، فكانت التحولات في التكوينات التصويرية سواء للممثلين في علاقاتهم بالمكان أو في تشكيلاتهم مع الجمهور ، وفي مسرحية (تداخلات الحزن والفرح) إعتمد على تقنية الانشطار العلاماتي عندما إستخدم العباءة السوداء (دال) لتعطي عدة دلالات ، فهي تارة سجن ، وأخرى قيد ، ثم تتحول إلى خيمة أو كفن ، وهنا صور شخصية المرأة الشرقية في أدق مشاعرها ، نفسياً واجتماعياً وروحياً .
وتعد مسرحية (فوق رصيف الرفض) من بين تجارب (كرومي) التي كسر فيها قيود مسرح العلبة ، حيث اجلس الجمهور فيها ، على أرض مفروشة بالبسط مع بعض الوسائط ، وجعل التمثيل يدور حوله مستخدماً فضاءً بسيطاً يمثل شواهد قبور ، وأنصاباً في مقبرة ، وغطاءً معلقاً في السقف ، في حين ازدحم فضاء العرض في مسرحية (صراخ الصمت الأخرس) بقطع المنظر والملحقات التي اتخذت من الأسلاك وأجهزة الراديو والتلفزيون والكمبيوتر مادة لها ، بحيث شعر الجمهور بجو خانق يضغط عليه من كل جانب ، كما أن هذا الفضاء المزدحم ـ الخشبة والصالة ـ جعل شخوص المسرحية يبدون وكأنهم أقزام وسط هذه الموجودات ، ففي أغلب عروضه يؤكد على قدرات الممثل الأدائية .
إستخدم (كرومي) في مسرحية (الإنسان الطيب) اللهجة العراقية الدارجة بمفرداتها البغدادية ، مستعيناً بديكور متحرك ، وجعل الزي معاصراً لا يحيلنا إلى مكان محدد بل إلى أمكنة متغيرة ، كما اشتركت سينوغرافيا العرض المتحركة لتخلق انسجاماً قد ينتمي إلى ما أراده برخت ، لكننا ندرك بأن (كرومي) قدم قراءة جديدة لبنية العرض تتسم بعراقيتها وإنسانيتها .
لم يكن (كرومي) ممن ينظروا للفن من جانب مادي ، بكل كان أستاذاً أكاديمياً ومخرجاً مبدعاً ورمزاً من رموز الثقافة المسرحية العربية ، حتى لقب بـ(وسيط الثقافات) لما كان يحمله من إصرار وجد ، وهو يبحث عن الإبداع أينما يحط رحيله ، رحمك الله يا من كنت عوناً لمسرحنا العراقي وهو بأمس الحاجة أليك .
عماد الزاملي

اعلام جامعة بابل  

تاكات المحتوى: الدكتورعامر المرزوك يبحث في تجريبية عروض عوني كرومي المسرحية
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: h@uobabylon.edu.iq

جميع الحقوق محفوظة - شعبة موقع الجامعة © جامعة بابل