شاركت الأستاذ المساعد الدكتورة وسن قاسم غني الخفاجي اُستاذة القانون المدني في كلية القانون في الندوة الموسومة بــ (ظاهرة الاعتداء على الكوادر الطبية)، التي إقامتها كلية الطب ، ببحثها (وجهة النظر القانونية حول الاعتداء على الكوادر الطبية) حضرها العقيد عادل كاظم هاشم مدير قسم الإعلام في قيادة شرطة بابل، والدكتور علاء العلكاوي ممثلا عن نقابة الأطباء، وشيوخ ووجهاء المحافظة.
بينت الدراسة أن هذا الموضوع من المواضيع ذات الدرجة العالية من الأهمية وتكمن أهميته في إنه يتجاذبه محوران، المحور الأول (طبيعة عمل الطبيب التي حددتها القوانين والتشريعات المختلفة)، والمحور الثاني (الخطأ الذي يصدر من بعض الأطباء عند ممارستهم لعملهم الطبي)، وإن طبيعة التزام الطبيب تجاه المريض وكما يجمع الفقه القانوني والقضاء ينحصر في الالتزام ببذل عناية لا بتحقيق غاية، ويظهر الفارق في المفهوم بين الالتزامين، الالتزام الأول (الالتزام ببذل عناية) لا يكون مطلوباً من الطبيب عند إدارة العمل الطبي سوى بذل مقدار من العناية تؤدي إلى تحقيق الغاية المرجوة من العلاج دون تحقيقها فعلياً، أما الالتزام الثاني (الالتزام بتحقيق الغاية) يكون مطلوباً ممن قام بالعمل أن يصل في عمله هذا إلى تحقيق نتيجة معينة مقصودة من العمل.
وأعطت الدراسة نبذة عن قانون حماية الأطباء رقم 26 لسنة 2013، وتم شرح الجوانب الإيجابية والسلبية لهذا القانون، فالحماية التي جاء بها هذا القانون لا تضيف شيئاً للحماية المقررة للأطباء بوصفهم موظفين عاملين في الدولة وفقاً لقانون العقوبات العراقي النافذ، إذ إن هذا القانون عاقب على الاعتداء على أي موظف أثناء تأديته لأعمال وظيفته أو بسببها، إضافة إلى إن الحماية التي جاء بها هذا القانون أي (قانون حماية الأطباء) هي حماية علاجية لا وقائية، فمصطلح الحماية له مظهران (مادي و نفسي) فلا تكفي الحماية المادية في الوقت الذي تبقى فيه الاعتداءات على الكوادر الطبية مستمرة.
علي حسن كريم