دراسة تحليلية بجامعة بابل تكشف أثر التشويش البصري للفضاءات الحضرية الجامعية على السلوكيات الطلابية

طباعة ورفع: وسام ناجي المعموري

عدد الزيارات: 1270

بواسطة قسم الاعلام والعلاقات العامة


كتابة وتحرير - قسم الاعلام, رئاسة جامعة بابل

تاريخ النشر: 20/05/2015

اخر تصفح: 2024/04/26


كشفت دراسة تحليلية في جامعة بابل عن أثر التشويش البصري للفضاءات الحضرية لجامعية على سلوكيات الطلبة وبالتالي تأثير هذه الفضاءات على الاستجابات الحسية لهم وما يترتب عليها من سلوكيات تؤثر في مساراتهم الدراسية والثقافية والاجتماعية.
بينت الدراسة التي اعدتها الباحثة اميرة جليل احمد التدريسية في قسم هندسة العمارة في كلية الهندسة بالجامعة ان المقصود بالتشويش هو العنصر الذي يدخل على العملية الاتصالية فيغير من المعنى المراد إيصاله بدرجات متفاوتة أي أن كل ما يغير المعنى المراد من أي رسالة يسمى تشويشا عليها كما ان التشويش لغويا هو كل عنصر يدخل على العملية الاتصالية ويتسبب في عدم وصول الرسالة بشكلها الصحيح من حيث وضوح الرسالة ودقتها ومعناها وفهمها وتذكرها في حين يقصد به معماريا اي شيْ يتداخل مع او يشوه الرسالة مقللا المعلومات المستقبلة من خلال زيادة الشك اذ يمكن أن تقيسم التشويش إلى أربع أقسام ( نفسي ومادي ودلالي وميكانيكي) حيث تؤثر هذه العناصر في الفضاءات الحضرية بالنسيج الحضري للجامعة على الاستجابات الحسية للطلبة وما يترتب عليه من سلوكيات تؤثر في مسارهم الدراسي والاجتماعي.
و اكدت الدراسة ايضا على مدى إسهام البيئة الجامعية(بفضاءاتها الحضرية المفتوحة) جنبا الى مناهج وأنشطة الجامعة التعليمية بتنمية السلوك الاجتماعي والثقافي والعلمي المرغوب فيه لدى الطلبة حيث تم انتخاب (17) فضاءا حضريا داخل الجامعة وتقييم نسبة التشويش البصري حيث تم وضع المعايير استنادا لتقييم المعماري لدرجة التشوه بالنظام (الفضاء الحضري بمكوناته النباتية والبنائية ) وارتباطها بنوع التشويش البصري (المادي والنفسي والمعنوي) وتم اعطاء اوزان رقمية اعلى بتقدم مستوى التفكير يرتبط كل مستوى من مستويات التفكير بنوع من انواع التشويش وقد تمثلت هذه المستويات ( باسس التصميم للفضاء الحضري، التعبيرية، فلسفة التصميم) كما تم تحديد (27) معيار تقييم للتشويش البصري فتبين من خلال التقييم ان نسبة( 82 % ) من هذه الفضاءات تعاني من التشويش البصري العالي وان( 24% ) منها تمثل فضاءات حرجة جدا وان( 12% ) المتبقية تعاني من نسب متوسطة من التشويش البصري والتي من الممكن معالجتها وتحسين الوضع البيئي فيها كما مثل فضاء مركز الجامعة والشارع الرئيسي المرتبط بها هي الافضل من بين فضاءات الجامعة الاخرى مما انعكس على سلوك الطلبة داخل هذه الفضاءات حيث ان المتلقي لتصميم الفضاءات العمرانية في جامعة بابل يغلب عليها فقدان الاسس التصميمية ومستويات التصميم اللاحقة مما ولد حالة من الانقطاع لدىه حيث لم يراعي وحدة التكوين المعماري في التصميم (الاحساس بالوحدة وبالمكان وبالتجربة الانسانية عبر مفاهيم عدة كالتجانس والتكامل والتنظيم الحسي والبصري) خلال مرحلة التطوير والتاهيل والتوسع المستمر للجامعة للاجزاء التي تم تنفيذها او المقترحات التصميمية المستقبلية.
خلصت الدراسة في نتائجها الى ان تصميم البيئة الحضرية للفضاءات الاكثر عزلة في الجامعة ينحصر في (الفضاء المجاور لكلية الهندسة الكهربائية وفضاء الملاعب الخاصة بالتربية الرياضية ) في حين ان الاقل تشويشا ينحصر في (شارع المدخل الرئيسي للجامعة ومنطقة مركز الجامعة) كما اوصت الدراسة بتوحيد مكونات الفضاءات الحضرية (البنائية والنباتية) من حيث الشكل واللون ومواد البناء لتفعيل الشعور بالوحدة والتكامل والغاء الاسيجة البنائية بين الكليات والاقتصار على الاسيجة النباتية وبارتفاع لايتجاوز( 0.5 ) م مما يساعد على التواصل البصري وتحقيق فضاءات واسعة تساعد على التفكير والتامل والشعور بهيبة المكان حيث ان الاسيجة البنائية تفعل الشعور بالعزلة والانانية وانعدام التفاعل الاجتماعي بين طلبة الكليات مع تقليل استخدام الحديد في مداخل الجامعة وخصوصا حيث ان الحديد الحالي يفعل الشعور بالقساوة والخوف وحكم العسكر كذلك اوصت الدراسة بأعادة تصميم الفضاءات الحضرية الخارجية للجامعة ومداخلها وتقليل التشويش البصري بما يتناسب مع الامكانات العلمية للجامعة حيث يفضل ان تحمل رموز واضحة تخص للوطن وحضارة المدينة والنتاجات العلمية وعلماء الجامعة وابراز مبدعيها لتفعل الاحساس بالوطنية وخدمة المدينة وحب العلم والعلماء والابداع من خلال استخدام مواد والوان واشكال نقية وتجنب الواجهات الكاذبة قدر الامكان من خلال تنظيم التكرارات واحترام السياق الحضري وتوحيد الطرز او تناسقها قدر الامكان وزيادة افق التفكير من خلال خلق فضاءات واسعة وبامتدادات لامتناهية يلتقي في افقها السماء مع الارض وتكوين ممرات طويلة تساعد على التامل من خلال تميز الواجهات الادارية والمداخل واعطائها صفة الرسمية من خلال تكرار الخطوط العمودية وعلى نقيضها الابنية التعليمية تكون سيادة الخطوط الافقية وخلق حالة من التوافق والهدوء وخلق فعاليات مشتركة بين الطلبة والاساتذة وضرورة رفع الاسيجة البنائية بين الكليات.
بقلم / عادل الفتلاوي

اعلام جامعة بابل  

تاكات المحتوى: دراسة تحليلية بجامعة بابل تكشف أثر التشويش البصري للفضاءات الحضرية الجامعية على السلوكيات الطلابية
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: h@uobabylon.edu.iq

جميع الحقوق محفوظة - شعبة موقع الجامعة © جامعة بابل