خلال ندوة علمية أساتذة علوم الفيزياء بجامعة بابل يناقشون أسوء عشرة كوارث نووية في العالم

طباعة ورفع: وسام ناجي المعموري

عدد الزيارات: 1706

بواسطة قسم الاعلام والعلاقات العامة


كتابة وتحرير - قسم الاعلام, رئاسة جامعة بابل

تاريخ النشر: 12/12/2012

اخر تصفح: 2024/04/23


ضمن المنهاج الثقافي والعلمي في قسم الفيزياء ب كلية العلوم جامعة بابل ناقش اساتذة القسم في ندوة علمية وبحضور رئيس القسم الدكتور ياسين حسن كاظم أسؤ عشرة كوارث للمفاعلات النووية حدثت في العالم منذ عام 1927 وحتى يومنا هذا وقد استعرض الباحث المحاضر الدكتور نهاد عبد الامير صالحالكوارث النووية (العشرة) وقد استعرضت الندوة بشيء من التفصيل كارثة فوكوشيما النووية التي حدثت في اليابان يوم 11/مارس 2011 وتم تسيلط الضوء عليها. وبينت الندوة ان الكارثة النووية الأولى حدثت يوم 10 أكتوبر عام 1927 متمثلة بحريق ( ويند اسكيل) في مدينه سيلا فبليد البريطانية حيث حاولت الحكومة البريطانية آنذاك حجب المعلومات عن الخسائر البشرية وكان معيار الخطورة على المقياس الدولي للحوادث النووية INE8 (5) في حين حدثت الكارثة الثانية المتمثلة بانهيار مفاعل ايداهو في يوم 3 يناير 1961 في ولاية ايداهو الأمريكية وبلغت خسائرها (22) مليون دولار وكان مقياس الخطورة (4) حيث حدث الانفجار في محطة التجربة بالمفاعل الوطني رقم (1) اثر تسرب كميات كبيرة من المواد المشعة إلى الغلاف الجوي اما الكارثة الثالثة فقد تمثلت في كارثة ( ثري مايلز ايلند ) يوم 28 مارس 1969 وقد نتجت عن التبريد والانصهار الجزئي للمركز حيث وقعت الكارثة في ولاية ميد لتون الامريكية وكانت خسائرها تقدر بــ(2400( مليون دولار بمعيار (5) للمقياس النووي إما الكارثة الرابعة فهي كارثة غريق ازولد يوم (7) ديسمبر في عام 1975 حيث ادى خطأ كهربائي الى اشعال حريق في الخط الرئيسي وأدى بالتالي الى تدمير خطوط السيطرة وخمس مضخات تبريد أساسية وكان موقع الكارثة في مدينه غريق ازوالد الالمانية وبلغت خسائره نحو (443) مليون دولار وكان معيار القياس (3) في حين كانت الكارثة الخامسة متمثله بكارثة (بوهنسي) التي حدثت يوم( 22) فبراير من عام 1977 وقد ادى التآكل الشديد في المفاعل الى تسرب الإشعاع داخل نطاق منطقة المفاعل مما استدعى تفكيك المفاعل بكامله وكان موقع الكارثة في مدينه بوهنسي التشيكية وكانت خسائرة تقدر بــ(1700) مليون دولار ومعيارة (4) في حين كانت الكارثة السادسة تتمثل بكارثة ( شيرنوبل ) في اوكرانيا يوم 26/ابريل عام 1986 حيث أدى انفجار البخار والانصهار الناتج عنه الى إجلاء (300) الف شخص وانتشرت المواد المشعة عبر أوربا وبلغت الخسائر (6700) مليون دولار بمعيار (7) اما الكارثة السابعة فقد تمثلت بكارثة ( توكايمورا )اليابانية في يوم 30 سبتمبر عام 1999 وخسائر تقدر بـــ(54) مليون دولار بمعيار (4) حيث ادى اضافة العمال لعبوات أكثر من اللازم داخل الخزان انفجار ومقتل اثنين منهم .

في حين تمثلت الكارثة النووية الثامنة بكارثة ( اوك هابر) اليابانية في يوم 16 فبراير 2002 حيث ادى التآكل الشديد لقضبان السيطرة الى تعطل مفاعل (ديفس-بسي) من الخدمة وبلغت خسائره (9) ملاين دولار بمعيار (3) فيما كانت الكارثة التاسعة تتمثل بكارثة ميهاما اليابانية يوم 9 أغطسس 2004 وتم انفجار الغازات في هذا المفاعل النووي وقتل خمسة من العاملين فيه وجرح العشرات وبلغت خساره (9) ملاين دولار بمعيار (1) وكانت الكارثة الاخيرة العاشرة متمثلة بكارثة ( فوكوشيما ) اليابانية التي حدثت يوم 11 مارس 2011 اثر هزةارضية قوية حيث تعطل التبريد في ثلاث مفاعلات نووية هناك وانفجار الهيدروجين بمحطة فوكوشيما النووية رقم (1) وكانت الخسائر غير معروفةحتى الان وكذلك مجموع الوفيات وكان معيار المقياس النووي (6). وتحدث المحاضر الدكتور نهاد عبد الامير صالح بهذا الصدد قائلا: انه على الرغم من كون اليابان البلد الوحيد الذي عانى من الآثار المدمّرة للأسلحة النوويّة إبان الحرب العالمية الثانية عام1945 الا أنها تبنّت برنامجاً في الاستخدامات السلمية للتكنولوجيا النووية من خلال بناء محطات نووية لتوفير جزء كبير من احتياجاتها من الكهرباء. واليوم يوفر هذا النشاط النووي %30 بالمئة من إحتياجاتها من الطاقة الكهربائية أي 47,5 غيغا واط. وهناك خطط لزيادة هذه النسبة الى %41 بحلول عام 2017 ونسبة %50 بحلول العام 2030. وقد جاءّ توجّه اليابان الى الطاقة النووية لسدّ الحاجات الملحّة بسبب نقص الموارد اللازمة لأشكال الطاقة الأخرى مثل البترول والفحم والغاز الطبيعي المسال. حيث تحتاج اليابان لإستيراد %80 من مواردها لسدّ حاجاتها من الطاقة الكهربائيّة. المفاعلات المستخدمة في اليابان.وإن المفاعلات المستخدمة في اليابان والبالغ عددها 54 مفاعل موزعة على 18 محطة نووية يغلب عليها التصميم الغربي وهي في الغالب من نوع يسمى مفاعل الماء الساخن او المغلي (BWR) Boiling Water Reactor وتمتلك اليابان مجموعة دورة وقود كاملة، بما في ذلك عمليّة التخصيب وإعادة معالجة الوقود المستخدم . وكانت آثارالزلزال المروع الذي ضرب شمال شرق اليابان ورافقها موجات المد التسونامي" ظاهرة فيزيائية تتمثل في أمواج عالية ذات تأثير كارثي داهمت الجزر والشواطئ. وتنتج هذه الأمواج العملاقة والمتلاطمة عن الزلازل البحرية العنيفة وتمر تسونامي أثناء نشوئها بثلاث مراحل هي التولد فالانتشار ثم الإغراق. وتختلف أمواج تسونامي عن الأمواج البحرية العادية في السرعة والحجم والخسائر التي تنتج عنها، فسرعتها تتراوح بين 500 و700 وأحيانا 850 كم/ساعة، ويصل ارتفاعها 40م. كما تتراوح المدة الفاصلة بين موجتين عملاقتين من بضع دقائق إلى عدة ساعات. تقع محطة توليد الطاقة الكهربائية النووية فوكوشيما داييتشي في بلدة أوكوما التابعة لمقاطعة فوكوشيما اليابانية الواقعة شرقي البلاد. وان المحطة عبارة عن مجمع يتألف من ستة مفاعلات نووية تعمل بالماء الخفيف وتولد طاقة كهربائية مقدارها 4.7 غيغا واط، الأمر الذي يجعلها واحدة من أكبر 25 منتجا للطاقة الكهربائية في العالم.

وقد قامت شركة جنرال إلكتريك الأميركية ببناء أول مفاعل في المجمع عام 1967، ثم قامت ببناء المفاعلات رقم 2 و6 بعد ذلك، بينما قامت شركة توشيبا اليابانية ببناء المفاعلين رقم 3 و5، أما المفاعل رقم 4 فقد قامت ببنائه شركة هيتاشي اليابانيةعندما ضرب الزلزال هزت أركان مجمع فوكوشيما. كان يومها المفاعلات 4 و5 و6 متوقفة عن العمل أصلا لأغراض الفحص الدوري, بينما المفاعلات 1 و2 و3 في وضع تشغيلي إلا أنها توقفت بصورة تلقائية كاجراء احترازي ولكن درجة حرارة الوقود النووي لا زالت مرتفعة. فبدأ نظام الحماية الأول بتشغيل مضخات تبريد وتدوير المياه على المفاعل لتبريده ولكن هذه المضخات توقفت عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي عنها.في حين بدأ نظام الحماية الثاني بالعمل بتبريد المفاعل بواسطة مضخات تعمل بواسطة مولدات الديزل ولكن بعد ساعة من الزلزال حدثت موجات تسونامي التي قامت بضرب مولدات الديزل وتعطيلها. فتم تشغيل نظام الحماية الثالث نظام الطوارئ باستخدام البطاريات وفعلا تم تشغيلها ولكن بعد مرور ثمانية ساعات نضبت البطاريات.ماذا حدث لمفاعلات داييتشي النووية في فوكوشيما؟ واوضح المحاضر قائلا:لقد أدى هذا الحادث إلى انخفاض مستوى الماء الذي يبرد قضبان الوقود، مما أدى إلى بروز بعضها فوق مستوى سطح الماء وتعرضها للهواء مما يعني ارتفاع درجة حرارتها واحتمال انصهار المفاعلات.إضافة إلى ذلك، بدأت قضبان الوقود ونتيجة لارتفاع حرارتها بإطلاق أبخرة التي أنتجت كميات من الهيدروجين والغازات القابلة للاحتراق، وهو ما أدى في النهاية إلى حدوث ثلاثة انفجارات على مدى أربعة أيام. ومن أهم المعضلات التي تواجه الفنيين العاملين في المفاعلات النووية في فوكوشيما احتمال خطأ قراءات أجهزة قياس مستوى الماء داخل المفاعلات، مما يعني عدم معرفة مستوى الماء بدقة، وهو أمر جوهري للتحكم بدرجة الحرارة المطلوبة داخل أي مفاعل.

إلى أين تتجه الأزمة؟
إذا ما ارتفعت الحرارة داخل مفاعل ووصلت إلى 1900 درجة مئوية، فإن ذلك قد يتسبب في انصهار قضبان الوقود .وعندما يحدث ذلك، سوف يبدأ اليورانيوم باختراق طبقة الحاوية الفولاذية ويتسرب إلى البيئة المحيطة. إن حدوث أمر كهذا قد يؤدي إلى حدوث انفجار يقذف بالنويدات المشعة إلى الهواء، الذي سيحملها بدوره إلى مناطق أبعد من موقع الانفجار.

أي المناطق الأكثر خطرا؟
يوجد أثنى عشر موقع نووي على طول الساحل الشمالي الشرقي لليابان، وجميعها في حالة طوارئ، وهي كالتالي: ستة مفاعلات في محطة فوكوشيما داييتشي، وثلاثة مفاعلات في محطة فوكوشيما دايني وثلاثة في محطة أوناغاوا.لا يوجد في الحقيقة أحد يمكن أن يحدد مناطق الخطر بدقة، حيث هناك عوامل الطقس التي قد تحمل خطر الإشعاع إلى أي اتجاه.في محيط محطة فوكوشيما داييتشي تم إخلاء السكان حتى 20 كلم من المحطة، بينما طلبت السلطات من القاطنين على بعد 30 كلم من المحطة المكوث في منازلهم وعدم مغادرتها

حالة الرياح
يمثل اتجاه الرياح عاملا رئيسيا في الحكم على الأضرار المحتملة التي ستلحق بالبيئة من الإشعاع المتسرب من المحطة فوكوشيما دايتشي المدمرة, قال مسؤول بالأرصاد الجوية في اليابان إن اتجاه الرياح التي تهب فوق المجمع النووي الذي تضرر من الزلزال، من المتوقع سيتحول من الجنوب إلى الشمال الشرقي خلال ساعات، مما يعني دفع التسرب الإشعاعي إلى المحيط الهادي والحدود اليابانية-الروسية.

مستوى الإشعاع للحادث النووي
وبين الحاضر قائلا: لقد وضعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 1990 الطاقة الذرية المقياس الدولي للحوادث النووية أو يعرف بأسم آينيس ””INES أختصار لعبارة ”International Nuclear Event Scale “لتمكن التوصل الفوري للمعلومات عن أهمية السلامة في حالة وقوع الحادث النووي. ويتراوح المقياس من الصفر (لا خطورة بشأن السلامة) إلى سبعة (الحادث الرئيسي) . وحتى الآن وصل مستوى الخطورة إلى المستوى السابع في حادثين: في تشيرنوبل في الاتحاد السوفيتي في عام ،1986 وفي محطة فوكوشيما دايتشي النووية في شمال شرق اليابان . أعلن رئيس الوزراء الياباني ناوتو في اليوم الخامس أنه سيقود بنفسه غرفة عمليات الطوارئ للتعامل مع الأزمة النووية تضم مسؤولين حكوميين وممثلين عن شركة طوكيو إليكتريك باور وأبلغ ناوتو أن مستويات الإشعاع حول مجمع فوكوشيما داييتشي باتت مرتفعة، مؤكدا حرص السلطات المختصة على بذل قصارى جهدها لمنع هذا التسرب من الانتشار، ودعا مواطنيه إلى التزام الهدوء في مواجهة أزمة وصفها بأنها الأقسى في تاريخ اليابان منذ الحرب العالمية الثانية وتم من خلاله أستدعاء جميع الجهات الرئيسية والساندة من وزارات الدفاع والداخلية (الدفاع المدني) والصحة والبيئة .... لتشكيل فريق عمل متكامل للإستجابة لحادث الطوارئ. أكثر من خمسمائة من الفنيين ورجال الإطفاء والعسكريين عملوا من دون توقف في محط فوكوشيما دايشي في محاولة لتبريد المفاعلات مستخدمين في ذلك المضخات الكهربائية وخراطيم المياه ومضخة للإسمنت مزودة بذراع يمكنها ان تصل إلى إرتفاع خمسين مترا وأستخدم أيضاً حامض البوريك الذي يلتقط النيوترونات ويقلل من درجة الحرارة. وهذه الطريقة لم تجرب من قبل لكن مهندسي المفاعلات يعتقدون بأنها عملية ناجحة وتم تنفيس البخار من أوعية الاحتواء لتقليل الضغط. توقف العمل وإخلاء كافة العاملين من المفاعل رقم 2بعد ارتفاع الإشعاع في المفاعل الى مستويات تهدد صحة الانسان حيث رصد نشاطا اشعاعيا قويا جدا في مياه تسربت من المفاعل .وأن المعدل الذي رصد في عينات هذه المياه التي عثر عليها في قبو قاعدة الواقعة وراء المفاعل تبلغ ألف ميلي سيفرت في الساعة، وهو رقم أكبر بعشرة ملايين مرة من مستوى النشاط الإشعاعي الذي يرصد عادة في مفاعل، مما يعني انّ قضبان الوقود في قلب المفاعل تعرضت لأضرار على الأرجح خلال بداية إنصهار أما المفاعل 3، تم إخلاء جميع العاملين فيه أيضاً بسب نشوب حريق أرتفاع دخان اسود فوقه.وقد تمكن الخبراء من ايقاف التسرب بعد ان ضخ 1500 لتر من الزجاج السائل ومادة كيميائية اخرى تساعد على الاسراع في عملية التصلب في الشق الذي حصل في احدى ابار منظومة البزل في المحطة، حيث سبق ان جرت محاولات عديدة قبل ذلك لايقاف التسرب باستخدام الخرسانة ومواد ماصة اخرى الا انها جميعا باءت بالفشل.قات الوكالة اليابانية للسلامة النووية ان نسبة اليود المشع الذي رصد في البحر ارتفعت الى الف وثمانمئة وخمسين مرة عن المستوى الذي سجل السبت وتم رصده في البحر قرب محطة فوكوشيما النووية وبلغ الفا ومئتين وخمسين مرة. وأضافت الوكالة انه عثر على يود مشع بتركيز مئة وواحد وثلاثين وهو اعلى من المستوى المسموح به قانونيا وذلك على بعد ثلاثين كيلومترا من المجمع النووي الساحلي.وقد طلب من السكان المقيمين بالقرب من المفاعلات فوكوشيما والبالغ عددهم 28 ألف شخص على مغادرة منازلهم الى مناطق أخرى تبعد 20 كم (الطوق الداخلي) لتجنب تعرضهم لتسرب إشعاعي والذين يقيمون على بعد أكثر من 30 كم أن يغلقوا أبوابهم ونوافذهم وعدم ارتداء الملابس كانت معلقة خارج منازلهم.لكن الكثير من مراكز الإيواء المؤقتة التي تم إنشاؤها في المنطقة أصبحت بالفعل مزدحمة للغاية بحيث لا يمكنها قبول أي قادمين جدد.وقد حثت وزارة الصحة اليابانية المواطنين الى عدم تناول الخضراوت والفواكه واللحوم والبيض والألبان ومشتقاتها من أربع مقاطعات فوكوشيما وأيباراكي وتوتشيغي وغونما التي تحيط بالمحطة النووية وذلك بعد أن رصدت مستويات إشعاع تجاوزت المعدلات الآمنة وعدم الشرب من مياه الحنفيات بعد رصد مستويات عالية من اليود المشع.

خطة الحكومية اليابانية لإنهاء أزمة فوكوشيما
واشار الباحث الدكتور نهاد عبد الامير صالح ان خطة الحكومة اليابانية جاءت على مراحل فالمرحلة الأولى عملت على محاولة تبريد المفاعلات ومجمعات الوقود المستنفد، والحد من التسرب الإشعاعي وتنقية المياه المشعة في غضون ثلاثة أشهر والمرحلة الثانية محاولة السيطرة التامة على المواد المشعة والوصول إلى الإغلاق الآمن للمفاعلات وتغطية المباني بنوع من القماش الصناعي، ومن المتوقع أن تستغرق هذه المرحلة تسعة أشهر كحد أقصى والخطوة الثالثة السماح لبعض السكان من عشرات الآلاف الذين تم إخلاؤهم من مكان قريب من المحطة بالعودة إلى منازلهم بعد تأمين المنطقة من الإشعاع والمرحلة الرابعة تفكيك أربعة من المفاعلات النووية في المحطة "فوكوشيما-1". وجاءهذا القرار على عجز الشركة "تيبكو" عن السيطرة على المفاعلات الـ4 الأكثر تضررا من الزلزال وموجات التسونامي التي تبعته. كما أضافت الشركة انها ستتشاور مع السكان المحليين حول المفاعلين 5 و 6 الذي تمكن فريق الطوارئ من إيقاف عملها بشكل آمن.

التطورات على مستوى الدولي
وبين الباحث ان منظمة الصحة العالمية اكدت إن الحكومة اليابانية بدأت باتخاذ تدابير صحية وقائية لحماية السكان من الإشعاعات حيث قام رئيس وزراء اليابان(ناوتو) بأرسال رسالة نصية إلى مستخدمي الهواتف المحمولة في شتى أنحاء اليابان طلب منهم فيها الاقتصاد بالطاقة، وذلك بعد أربعة أيام من الزلزال القوي وموجات المد العملاقة التي قضت على خمس الطاقة النووية اليابانية.وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تتخذ من فيينا مقرا إن اليابان أبلغت الوكالة أنها أخمدت حريقا شب في بركة لتخزين الوقود المستنفد في فوكوشيما داييتشي. وقالت الوكالة إن "السلطات اليابانية أكدت إخماد الحريق الذي شب في بركة تخزين الوقود المستنفد في مفاعل الوحدة 4 بمحطة فوكوشيما داييتشي للطاقة النووية". وذكرت الوكالة أن الحريق ربما نجم عن انفجار هيدروجيني وأن نشاطا إشعاعيا تسرب "بشكل مباشر" إلى الجو. وقد اتفقت الدول النووية على استنباط دروس وتطبيقها في مجال السلامة النووية، من الحادث النووي الذي وقع بمحطة فوكوشيما اليابانية،ونقلت وكالة اليابانية للأنباء عن حكومة مدينة مايباشي الواقعة على بعد 100 كيلومتر شمالي العاصمة طوكيو أن مستويات الإشعاع في المدينة أعلى عشر مرات من الطبيعي. في حين قالت السلطات الصينية ان مستويات الإشعاع لم ترتفع في الصين، لكنها قررت إخلاء مواطنيها من المناطق التي تضررت بشدة في اليابان من جراء زلزال قوي وأمواج المد العملاقة التي أعقبته، وأعلنت السفارة الصينية في اليابان في بيان نشر على موقعها على الإنترنت أنها تنظم عملية إجلاء لمواطنيها من مناطق الكارثة "نظرا للخطورة وحالة عدم اليقين التي تحيط حاليا بالحادث الذي وقع في محطة فوكوشيما النووية". مسؤولون محليون روس صرحوا بأن مستويات الإشعاع ارتفعت بشكل طفيف في أقصى شرق روسيا ولكنها ظلت في نطاق أرسال 155 من خبراء قوات المارينز الامريكية الخاص بازالة الاخطار الاشعاعية والكيماوية والبيولوجية، الذين سيقومون بمراقبة الوضع في المنطقة العازلة حول المحطة وتقديم المساعدة اللازمة لافراد الجيش الياباني المشاركين في ازالة عواقب الكارثة.

العواقب الوخيمة بعيدة المدى
وتابع الباحث قائلا: اشارت شركة كهرباء طوكيو الى أن عمليات تبريد المفاعلات بخراطيم مياه مستمرة ولكن ببطء بسبب خطورة الموقع غداة ادخال عاملين اصيبا باشعاعات خطيرة الى المستشفى. في حين اعلنت الوكالة اليابانية للامن النووي رفع مستوى حادث فوكوشيما الى الدرجة السابعة وقال (ناوتو) رئيس الوزراء الياباني ان :“الوضع الحالي للطاقة النووية فوكوشيما لا يسمح بالتفاؤل بعد وسنعمل ما بوسعنا لمنع الوضع الحالي من التدهور”. وكان خطر التسرب الاشعاعي الى المواد الغذائية بات يسبب حالة من الرعب لليابانيين حيث منع بيع بعض الخضار والحليب في اربع مناطق على الاقل حول محطة فوكوشيما بينما نصحت السلطات بعدم استخدام مياه الصنابير للاطفال الصغار في نحو 12 بلدة حول العاصمة. وقد اعلنت الشركة المشغلة لمحطة فوكوشيما النووية شمال شرق اليابان ان الاصلاحات في المحطات المتضررة التي تثير انبعاثات الاشعاعات قد يستغرق شهرا ما يؤدي الى استمرار تسرب الاشعاعات ومعاناة اليابانيون تستمر يوما بعد يوم من بعد أعنف زلزال في تاريخ اليابان اودى بحياة اكثر من عشرة آلاف شخص وخلف الالاف من المنكوبين الذين يهددهم خطر التسرب الاشعاعي وأن تصريف المياه الملوثة بالإشعاع النووي الى المحيط سيؤثر في المستقبل على كل الكائنات الحية في المحيط، سنشاهد كروموسومات مكسرة، ومنتجات غير سليمة .
عشرة أشياء نتعلمها من اليابانيين في محنتهم:اختتم المحاضر الدكتور نهاد عبد الامير صالح محاضرته العلمية بقوله ان (عشرة) اشياء يجب ان نتعلمها من اليابانين في محنتهم وهي: (الهدوء) فلا منظر لضرب الصدر أو النواح فالحزن بحد ذاته يسمو - (الاحترام( فطوابير محترمة للماء و المشتريات. لا كلمة جافة و لا تصرف جارح ـ (القدرة معمار الفائق الروعة. المباني تارجحت و لم تسقط الرحمة( فالناس اشتروا فقط ما يحتاجونه للحاضر حتى يستطيع الكل الحصول على شيء) –النظام( لا فوضى في المحال. لا تزمير و لا استيلاء على الطرق. فقط التفهم ـ (التضحية( خمسون عاملا ظلوا في المفاعل النووي يضخون ماء البحر فيه. كيف يمكن أبدا ان يكافئوا ؟ ـ (الرفق) فالمطاعم خفضت أسعارها وأجهزة الصرف الآلي تُركت في حالها والقوي اهتم بالضعيف ـ (التدريب) الكبار و الصغار , الكل عرف ماذا يفعل بالضبط وهذا ما فعلوه ـ ) الإعلام( أظهر تحكما رائعا فلا مذيعين تافهين والاكتفاء بتقارير هادئة فقط ـ (الضمير( فعندما انقطعت الكهرباء في المحال التجارية أعاد الناس ما بأيديهم إلى الرفوف و ساروا بهدوء.
متابعة /عادل الفتلاوي

اعلام جامعة بابل  اعلام جامعة بابل  

تاكات المحتوى: خلال ندوة علمية أساتذة علوم الفيزياء بجامعة بابل يناقشون أسوء عشرة كوارث نووية في العالم
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: h@uobabylon.edu.iq

جميع الحقوق محفوظة - شعبة موقع الجامعة © جامعة بابل