عقدتْ كليةُ الدراساتِ القرآنيةِ بجامعةِ بابلَ جلسةً فكريةً خُصِّصتْ للاحتفالِ البحثيِّ بيومِ الغديرِ الأغرِّ حضرها السيدِ المساعد الاداري لرئيس الجامعة الدكتور محمد الحسيني والمعاون الإداري لعميد الكلية الدكتور حسن المعموري ومجموعةٍ من السادةِ التدريسيين في الكليةِ ، ومجموعة من طلبةِ الكلية.انتظمتْ الجلسةُ على محورين الأول ندوةً فكريةً بعنوان (قراءةٌ في آيةِ التبليغ) ألقاها عميدِ كلية الدراسات القرآنية الدكتور علي عبد الفتاح الحاج فرهود ، عرض فيها لمرتكزاتِ آيةِ (التبليغِ) الرئيسةِ ، وهي نداءُ النبيِّ محمدٍ (صلى اللهُ عليهِ وآلِه) بصفةِ (الرسول) تحديدًا ، لما فيها من دلالةٍ عميقةٍ تكتنفُ الأمانةَ ، والوفاءَ بمنحِها أهلَها ، وإيصالِها في وقتِها إلى صاحبِها بلا ترددٍ أو تمهُّل ودلالةُ الوزنِ الصرفيِّ (فَعِّلْ) ومجيءِ الأمرِ الإلهيِّ (بلِّغْ) بهيأتِه ، وهو المُفصِحُ عن المراحلِ التدريجيةِ التي وقعتْ لإثباتِ الولايةِ لأميرِ المؤمنين عليٍّ (عليه السلامُ)،حتى بلوغِ اللحظةِ الإلهيةِ الحاسمةِ لهذا البيانِ الكونيِّ الملزِمِ الخلائقَ أجمعين ودلالةُ الوزنِ (أفعَلَ) ومجيءِ معقِدِ الحدَثِ بهيأتِه ، وهو الفعلُ (أُنزِلَ) بالبناءِ للفاعلِ المجازيِّ،وهو المفصِحُ عن نزولِ حدَثِ التبليغِ دفعةً واحدةً في وقتٍ واحدٍ لا تدريجَ ولا انتظارَ فيه ، ولا يمكنُ تأخيرُه بعد هذا الموقفِ البتة ومصدرُ هذا المنزَلِ وهو (الربُّ) الذي رعى النبيَّ (صلى اللهُ عليه وآلِه) وربَّاه ، وحفِظه ، وحباه ، حتى أضحى الامتثالُ لأمرِه نِعمةً ينفذُها النبيُّ (صلى اللهُ عليه وآلِه) بلا تمهُّل ومعادلةُ هذا التبليغِ وحدَه الرسالةَ السماويةَ كلَّها ، تبيينًا لأنَّ كلَّ ما جرى إقرارُه من الرسالةِ الإسلاميةِ السماويةِ على مدى (ثلاثٍ وعشرين) سنةً يُعادلُه يومُ التبليغِ هذا في موقعِ (غدير خم) ، فإلَّـم يتحققِ التبليغُ المأمورُ به لم يكن ثمة شيءٌ يُذكَرُ عن الرسالةِ الإسلاميةِ وتأديتِها والكشفُ عن وجودِ منكِرين لهذا النبأِ الإلهيِّ العظيم ، ومعارضين له ، ولكنَّ المطلوبَ هو ألاَّ يُوهِنوا من عزيمتِكَ أيها الرسولُ ، فامضِ بإعلانِ الخلافةِ والوَلايةِ للإمامِ عليٍّ (عليه السلام) ، ولا تخشَ في اللهِ لومةَ لائم والإعراضُ عن المنكرين هذا التبليغَ ، وعدمُ الاكتراثِ لهم ، فهم كافرون لا هدايةَ لهم من اللهِ تعالى ، كونَهم لن تخشعَ قلوبُهم طرفةَ عينٍ لهذا الأمرِ السماويِّ العظيم .







أما الحلْقةُ النقاشية في محور الجلسة الثاني فقد عُقِدت للدكتور محمد عباس نعمان رئيسِ قسمِ علوم القرآن وظَّفها لمحاضرةٍ عنوانُها (المروياتُ التي نصَّت على ولايةِ أميرِ المؤمنين (عليه السلامُ) ، وعرضَ فيها للرواياتِ والأحاديثِ الصحيحةِ التي تناولتْ عظمةَ شأنِ الوصيِّ عليٍّ (عليه السلامُ) ، ولكلِّ ما من شأنِه تبيينُ المكانةِ الساميةِ للإمامِ (عليه السلامُ) . وقد نظَّمَ إدارةَ مجرياتِ هذه الجلسة الدكتورُ (جبار كاظم الملا) أمينُ مجلسِ كليةِ الدراساتِ القرآنية



بقلم/مرتضى علي