تناولت دراسة بحثية قدمتها الباحثة ألوان خليف محمود الجبوري من كلية كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل وهي جزء من متطلبات نيل شهادة ماجستير الموسومة (جــدل الوعي واللاوعي في الرسم الأوربي الحديث ) طبيعة جدل الوعي واللاوعي بوصفهما مقولتين فاعلتين في الفكر الفلسفي والجمالي ودورهما في توجيه آليات الاشتغال في حركات الرسم الأوربي الحديث حيث احتوى البحث على أربعة فصول تضمن الفصل الأول مشكلة البحث وأهميته والحاجة إليه والهدف في التعرف على جدل الوعي واللاوعي في الرسم الأوربي الحديث أما حدود البحث التي تضمنها الفصل الأول, فقد اقتصرت على دراسة جدل الوعي واللاوعي في الرسم الأوربي الحديث من (1870-1950) وتحليل نماذج مصورة للوحات فنية ممثلة للاتجاهات الحديثة في الرسم وهي الرومانسية ،الانطباعيـة ،الوحـوشية، التعبيريـة، التكعيبية، التجـريدية، السرياليـة كما إن الفصل الثاني فقد شمل الإطار النظري الذي احتوى على ثلاثة مباحث تناول الأول المرجعية الفلسفية لجدل الوعي واللاوعي من (الفلسفة الطبيعية) حتى الفلسفة المعاصرة والمبحث الثاني اللاوعي من منظور (فرويد) و(يونك).



أما المبحث الثالث فتناول تجليات الوعي واللاوعي في الرسم الأوربي الحديث من الرومانسية حتى السريالية ثم المؤشرات التي انتهى إليها الإطار النظري واحتوى الفصل الثالث على إجراءات البحث التي تضمنت مجتمع البحث وعينته وأدواته وطريقة البحث ومن ثم تحليل العينة التي بلغت (20) أنموذجاً وتطرق الفصل الرابع الى نتائج البحث واستنتاجاته, ومن أبرز النتائج التي توصل إليها البحث إن الوعي قوة إدراك شاملة يعدها العقلانيون المصدر الرئيس للمعرفة إذ يمكن من خلاله إدراك ماهيات الأشياء والمعاني المختلفة كالعلة والجوهر والمبادئ العامة وإدراك الموجودات غير المادية وتعد المخيلة في الرسم الأوربي الحديث القوة السائدة التي تتخلل مجمل اللاوعي فيما يتقدم أو تتراجع باقي القوى في تحديد الصورة النهائية للاوعي كما يعد اللاوعي معرفة مستحصلة مباشرةً من قوى واعية وعقلية وتخيلية ونفسية ويتفاوت نوع اللاوعي ومستواه تبعاً لتفاوت وتركيز تلك القوى.



بقلم/رافع عبد القادر