صدر حديثا لمدير مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية في جامعة بابل الأستاذ الدكتور فراس سليم الحسني كتاب جديد بعنوان ( دراسات في تاريخ بلاد الشام ).
وأوضح المؤلف إن الكتاب شمل دراسات في تاريخ بلاد الشام فقد تناولت الدراسة الأولى ( الصلات التجارية بين بلاد الشام والمدن الايطالية ) سلطت الضوء على علاقة المدن الايطالية ببلاد الشام تلك العلاقة التي تطورت فلم تصبح صلات تجارية فحسب بل أصبحت صلات سياسية وثقافية نتيجة للمصالح التجارية فقد شاركت تلك المدن حملات الصليبيين في الشام وأسهمت في تأسيس الإمارات الصليبية بها ولم يدفع تلك المدن الوازع الديني بل طمعا في الحصول على المنافع الاقتصادية الكبيرة ولهذا حصلوا على الكثير من الأراضي والامتيازات التجارية والإعفاءات الضريبية .

مضيفا إن الدراسة الثانية حملت موضوع ( المستشفيات في بلاد الشام ) إذ استعرضت المستشفيات في بلاد الشام وما قدمته من خدمات جليلة وما أوقف لها من أوقاف كثيرة ومتنوعة والذي يمثل صفحة مضيئة من صفحات الحضارة العربية الإسلامية ويؤكد هذا الدور الفعال من خدمة الناس ولا سيما الفقراء منهم ما ذكره احد المؤرخين في هذا الصدد من إن مستشفيات العرب في العصور الوسطى كانت من الناحية الصحية والخدمية أفضل من مستشفيات أوربا .

في حين تطرقت الدراسة الثالثة الى ( بيروت عصر الحروب الصليبية ) إذ دخلت بيروت عهدا جديدا على اثر احتلالها من قبل الصليبيين وذلك سنة 503 هـ / 1110 م حين أصابها ما أصاب غيرها من تناوب الحكام .

أما الدراسة الرابعة فكانت عن ( صلات العراق الحضارية مع بلاد الشام ) إذ أختص في الصلات الثقافية مع بلاد الشام خلال العصر المملوكي الأول ( 648 – 784 هـ) وتناولت الأسباب التي أدت إلى هجرة العراقيين إلى بلاد الشام .

وركزت الدراسة الخامسة على ( مدينة حلب وعلاقاتها مع القوى الخارجية ) إذ تضمنت حلب وكيف أصبح لها ثقلها وشخصيتها فضلا عن مشاركتها في الجهاد ضد الصليبيين وذلك بكونها جزء من الجيش المركزي الأيوبي ،كما تتبعت الدراسة علاقات حلب مع تلك القوى والتي تغيرت أنماطها وسياقاتها تبعا للجهات التي تعاملت معها واهم تلك القوى هي الخلافة العباسية واتابكة الموصل وسلاجقة الروم والخوارزميين والصليبيين والأرمن والمغول والمدن الايطالية .
بقلم / رافع عبد القادر