عقدت جامعة بابل برئاسة الدكتور عادل البغدادي وبحضور الدكتور عاصم الشمري مدير قسم البحث والعلاقات الثنائية والدكتور قيس الجنابي ممثل ومنسق اتحاد الجامعات العراقية والدكتور عامر صباح المرزوك مدير قسم الإعلام والعلاقات العامة اتفاقا مبدئيا مشتركا مع ممثل اتحاد الجامعات الأوربية المطلة على البحر المتوسط الدكتور حسين الشرع لفتح آفاق التعاون الثقافي والعلمي مع الجامعات الأوربية.

وبين الدكتور الشرع أن هذه الزيارة تعد خطوة رائدة تتبناها جامعة بابل لتعزيز العلاقات مع اتحاد الجامعات الأوربية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، من أجل النهوض بالواقع الثقافي والمعرفي في محافظة بابل، وعقد مذكرة تفاهم مشترك في مجالات الثقافة والآثار والزراعة والعلوم الإنسانية مع ما يقارب (23) دولة أوربية و (93) جامعة غربية، وإذا ما كتب النجاح لهذا المشروع فإنه سيكون منطلقا نحو الجامعات العراقية الأخرى.
وأضاف الشرع أن هذا التعاون لا يقتصر على جانب واحد كالآثار والتنقيب وانشاء المختبرات واقامة الدورات التدريبية وإنما سيشمل تطوير الامكانيات العلمية والخبرات البحثية وتطوير البنى التحتية وتنظيم الزيارات المتبادلة بين الطرفين، ومن أجل اعطاء صورة واضحة لثقافة وادي الرافدين، وإنها مازالت تعطي وستعطي الكثير على الرغم من كل العوائق والتحديات الراهنة، وأفضل مثال ما حققته جامعة بابل في جميع المضامير الثقافية والعلمية، وهو ما حدا باتحاد الجامعات الأوربية أن يضع خطوته الأولى في هذه الجامعة العريقة انطلاقا نحو خطوات لاحقة توسع وتفعل آفاق التعاون العلمي والثقافي بين الجانبين.

وقال الدكتور قيس الجنابي أن هذه الاتفاقية ستعود بالخير على جامعة بابل إذا ما تم انضمامها لأتحاد الجامعات المتوسطية التابعة للاتحاد الأوربي، حيث سيتم ابتعاث كخطوة أولى ( 50) طالبا مدفوعي الثمن من الاتحاد الأوربي لدراسة الماجستير ضمن مشروع المنح الدراسية للجامعات التي يختارها الطلبة المنضوية للجامعات المتوسطية في تخصصات مختلفة، وسوف تستقبل جامعة بابل (50) طالبا من الجامعات الأوربية للدراسة فيها في اختصاصات مختلفة وسيتكفل الاتحاد الاوربي بدفع تكاليف دراستهم بحدود (5) آلاف دولار سنويا لكل طالب، وبإمكان الطالب المتخرج في السنة الأولى الماجستير أن يكمل الدراسة في أي جامعة يختارها في السنة الثانية أو يكمل بحث التخرج في أي جامعة من الاتحاد الأوربي.

وأشار الجنابي إلى أن الاتحاد الأوربي سيقيم الكثير من المشاريع للجامعة التي تنضم إلى هذا الاتحاد من عمرانية وزراعية أو رياضية أو عقد المؤتمرات المشتركة على مستوى عالمي تقام في جامعتنا أو في الجامعات الأوربية، إضافة إلى تبادل الأساتذة والخبرات العلمية والإنسانية.

ودعا الدكتور عامر صباح المرزوك ممثلية الاتحاد إلى تبني المشروع الثقافي بإنشاء مسارح وقاعات رياضية، ودعم وتفعيل آلية التبادل المعرفي والنشر في المجلات المعتمدة، وتطوير الكوادر والكفاءات التدريسية لما لجامعة بابل من سمعة عالمية رصينة، ولكونها تحتضن المشروع الثقافي والحضاري لمدينة بابل، وادراجها ضمن برنامج الاتحاد الأوروبي للتعاون والحركية في التعليم العالي الذي يهدف إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب والثقافات من خلال التعاون بين الاتحاد الأوروبي والجامعات العراقية في المجالات الأكاديمية، وتقديم الاتحاد الأوروبي دعما ماليا في شكل منحة دراسية للطلاب المؤهلين وهيئة التدريس والباحثين لمتابعة الدراسة في مؤسسات التعليم العالي الأوروبي، وتعزيز القدرة على التعاون على الصعيد الدولي وبما يدعم انتقال الطلاب والأكاديميين ويعد المشاركين للحياة في مجتمع عالمي قائم على المعرفة، ويسهم في تنمية الموارد البشرية وقدرات التعاون الدولي لمؤسسات التعليم العالي، ويحسن ويعزز سهولة الوصول إلى الجودة والكفاءة والرؤى الأوروبية للتعليم العالي والتي تخلق الفضاء للتفوق العلمي، والتعليم المشترك والتدويل، ويحفز البرامج والهياكل المؤسسية والجامعية للنظر في الدراسة أو العمل في البلاد.

وبين المرزوك أن جامعة بابل قد أصبحت بحثية المنحى ورائدة في بناء العلاقات الدولية، وقد أظهرت تفوقا أكاديميا معتبرا، وهي مؤهلة لاستقبال الطلاب الدوليين، وتأتي هذه الزيارة لتبادل الآراء المهنية بشأن أفضل الممارسات لإنتاج المعارف وبناء الروابط المؤسسية وضمان أن النتائج سوف تجني فوائد في المدى الطويل وليس فقط في الحاضر القريب، وبما يعمل على جعل الخريج الجامعي مطلوب للعمل وليس باحثا عن عمل.
بقلم / علي حسن كريم