ناقشت دراسة بحثية مشتركة في كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة بابل الموسيقى الحشوية في شعر الموشح (الموشح العراقي انموذجا) اعدها الدكتور فرحان بدري الحربي والباحثة رؤى حميد منديل .

بينت الدراسة انها وجدت في انتاج الكثير من شعراء الموشح العراقي موشحات غنية بموسيقى خفية منسجمة مع موضوع الشاعر الذي يعبر عنه فخلقت هذه الموسيقى عن طريق ماتتضمنه الموشحة من تصريح وتكرار وجناس حيث كان لذلك التلوين الصوتي الموسيقي في السياق الشعري دورا مهما في اضفاء جمالياته في النص الشعري لاسيما اذا ما علمنا ان الموشح يكتب ليغنى على مسامع الناس .

واوضحت الدراسة ان هذه الموسيقى تتالف عن طريق حركة الاصوات الداخلية في الموشحة التي لا تعتمد على تقطيعات البحر والتفاعيل العروضية فهي التلوين الصوتي الصادر عن الالفاظ المستعملة ذاتها وهذه الالفاظ لها اهمية بالغة في الموسيقى الداخلية للنص من خلال اتصالها مع السابق واللاحق ولها قيمة تأثيرية جمالية ترتبط بجرس الالفاظ فاختيار الالفاظ نفسيا وموسيقيا وربطها بأخواتها في تناسق وانسجام يضفي على الموشحة تناسبا موسيقيا جميلا خاصة وان الكلمة تفقد شخصيتها المستقلة عندما تدخل في انتظام مع كلمات اخرى وسوف تتعدد معانيها ودلالاتها فالمتلقي لا يتلقى الكلمات الشعرية كأصوات كما يتلقى الاصوات الموسيقية بل يتلقاها كدلالات فتخلق هذه الموسيقى عن طريق ما تتضمنه الموشحة من تصريع وتكرار وجناس.
وتوصلت الدراسة الى ان الظواهر البديعية على مر العصور تقوم على اساس الاعتقاد الراسخ انها مجرد زينة طارئة وزخرفة بهدف التحسين والتنميق ورصد بعض النماذج عن تأثير الظواهر البديعية على المسار الايقاعي ولكن الفاعلية الايقاعية لهذه الظواهر ليست بسيطة او عرضية غرضها الزخرف بل هي ركن هام في بناء العمل الفني ولا ريب ان لها دور كبير في خلق موسيقى هذه الموشحات .

بقلم / رافع عبد القادر