نشرت مجلة العلوم الإنسانية الفصلية المحكمة التي تصدر عن كلية التربية للعلوم الإنسانية بحث التحليل المكاني لحالات الانتحار في محافظة ( للمدة 2005- 2015) للدكتور ماهر ناصر عبد الله.

أوضح البحث أن الانتحار يعد سلوكا عدوانيا لا يخلو منه أي مجتمع من المجتمعات، وهذه الجريمة البشعة لها صلة وثيقة بالاضطرابات النفسية والسلوكية، وقد نال هذا الموضوع اهتماما واسعا للعديد من المتخصصين، إلا أن الدراسات المعنية بهذا الموضوع في العراق قليلة، ومن هنا كان هدف البحث هو التعرف على مفهوم الانتحار وما هي العوامل التي تساعد على ظهور هذه الحالة والبعد الجغرافي لهذه الظاهرة في محافظة النجف للمدة (2005- 2015).

وتمثلت مشكلة البحث بعدة أسئلة تناولت مفهوم الانتحار وهل هناك تباين زماني ومكاني لهذه الظاهرة في محافظة النجف، وما الأسباب التي دفعت الأشخاص للانتحار، وهل تقتصر هذه الظاهرة على فئة عمرية معينة.

أما فرضية البحث فقد بينت أن هناك تباينا في حجم حالات الانتحار مكانيا وزمانيا وتأخذ باتجاه الارتفاع التدريجي، كما تلعب العديد من العوامل النفسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية دورا في زيادة هذه الظاهرة، وتباين الفئات العمرية التي ظهرت بها هذه المشكلة، وتشكل فئة الشباب النسبة الأكبر.

وأوصت الدراسة بالتأكيد على زيادة الكوادر من المرشدين النفسيين والتربويين الاجتماعيين في المدارس والجامعات، وضرورة التوعية النفسية والمدنية في المناهج الدراسية وكيفية مواجهة الضغوط والمشاكل التي تساعد على الانتحار، وإقامة ندوات وورش توعية عن خطورة هذه الظاهرة بمعونة منظمات المجتمع المدني، وضرورة محاسبة وفرض القانون على بعض الأعراف البالية التي لا تعطي للمرأة حق الاختيار والحد من الزواج الإجباري، والمشاركة الفاعلة لرجال الدين وتفعيل دورهم في توعية الشباب على حرمة مثل هكذا أفعال، وضرورة محاسبة وسائل الإعلام التي تروج لهذه الظاهرة بنشر حالات الانتحار وتعده عملا بطوليا كما حدث في تونس.


بقلم / علي حسن كريم