ناقشت رسالة ماجستير في كلية القانون التنظيم القانوني للانتفاع بالأجنة البشرية دراسة مقارنة للطالب مشتاق عبد الحي عبد الحسين.

بيَن الباحث في دراستهِ إن موضوع الانتفاع بالأجنة البشرية اكتسب أهمية خاصة عبر التطورات الهائلة التي شهدها علم الطب في مجال تقنيات الإنجاب الصناعي والعلاج بالخلايا الجذعية ونقل وزراعة الاعضاء إضافة الى البحوث الطبية, وازدادت تلك الأهمية بعد توسع نطاق هذه التقنيات عبر الإقبال الواسع عليها من قبل المرضى الذين يعانون من العقم أو بعض الأمراض المستعصية، ومع ذلك كله فإن موضوع الانتفاع لم يحظ بتشريع خاص في أغلب الدول، وأشار بعضهم الآخر إلى بعض أنواع الانتفاع مثل العلاج بالخلايا الجذعية الجنينية ولكنه لم ينظم جميع جوانب الانتفاع, لذا لابد لنا من الرجوع الى القواعد العامة في القوانين محل المقارنة وهي القانون العراقي والمصري والفرنسي، وكذلك الرجوع إلى أحكام الشريعة الإسلامية في قوانين الدول التي تجيز ذلك.


خرجت الدراسة بالعديد من النتائج منها إن العقل البشري قد أبدع بما أجاد به من تطورات في علم الاجنة, ولكنه لم يتوصل الى إيجاد الخلية الاساسية لخلق الجنين ولم يستطع التوصل الى حقيقة الروح, ليبقى ذلك مختصاً بقدرة الباري عز وجل، والجنين هو كائن بشري ناتج عن إخصاب البويضة بالحويمن وبداية الانقسامات الخلوية لها سواء كان داخل الجسم او خارجه، و تعدّ بداية التخصيب هي بداية الحياة الانسانية المشمولة بالحماية القانونية، وتبدأ مرحلة ولوج الروح بعد ثلاثة أشهر من التخصيب، وكذلك للانتفاع بالأجنة البشرية ثلاث صور رئيسية هي الانتفاع بها لغرض البحوث العلمية والتجارب الطبية، ولغرض العلاج بها كمصدر للخلايا الجذعية او لزراعة الاعضاء, اضافة الى الاستفادة منها في الانجاب المساعد.

واقترحت الدراسة إصدار قوانين تنظم الانتفاع بالأجنة البشرية وتوفر الحماية القانونية لها، وذلك عن طريق تشكيل لجنة تضم عدد من فقهاء الشريعة الاسلامية والقانون الوضعي والاطباء وعلماء الاجتماع، وذلك لأهمية الموضوع، و إصدار قانون ينظم عمليات الانجاب المساعد وخصوصاً عمل بنوك حفظ الاجنة البشرية، ومنع كل ما يخالف الشريعة الإسلامية والأعراف الاجتماعية السائدة، وكذلك إنشاء بنوك للخلايا الجذعية، وإصدار تعليمات لتنظيم عمل تلك البنوك والعلاج بالخلايا الجذعية وتحديد مصادر تلك الخلايا وخصوصاً الانتفاع بالحبل السري الفائض من عمليات الولادة، ومنع إتلافه.

بقلم / علي حسن كريم