ناقشت أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الإنسانية الإجحاف في الدرس اللغوي للطالبة نجلاء حميد مجيد .

كشف البحث أنّ الصرفيين والنحويين لم يشيروا إلى الإجحاف إلّا إنْ أدّى إلى تشويه اللفظ أو التركيب بإنهاكه أو تنقيصه، ومن ثمّ نجد أنّ هناك كثيرا من المسائل التي وقع فيها إجحاف لم يُشر العلماء إليها سواء كانت الإشارة بلفظ الإجحاف أو مرادفه أو صورة من صوره، مثل الإجحاف الواقع في الأفعال الصحيحة الآخر والمعتلة بالواو والياء عند توكيدها بنون التوكيد الثقيلة بعد إسنادها إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة ، والعلّة في ذلك هي أنّ الإجحاف الذي طال هذه الألفاظ والتراكيب لم يلحق ضررا لفظيا أو معنويا بها ؛ إذ لم يوهن بنيتها ، ومن ثمّ لم يفض إلى تشويه المعنى بجعله مُلبسا أو مُشكلا ، ولذا سكتوا عن الإشارة إليه .

وذكر البحث معنى جديدا لتاء التأنيث يُزاد على المعاني التي ذكرها النحويّون لها وهو : حفظ البنية ووقايتها من الإجحاف والاختلال، كما أظهر البحث أنّ الغاية من التعويض الذي ذُكِر على أنّه أحد أغراض زيادة التاء هي حفظ بنية الكلمة أيضا؛ وإنّ الغرض من نون الوقاية هو المحافظة على بنية الكلمة من الاختلال وذلك بالحفاظ على حركة آخرها وعدم كسره، وذهب البحث إلى أنّ نون الوقاية لا يُشترَط فيها أنْ تسبِقَ ياء المتكلِّم، وأنّ جَعْلَ الضمائر وحروف المعاني ونحوها ضمن موضوع الاختصار أفضل من عدّها من النيابة غير التركيبية كما يرى بعض الباحثين؛ وردّ البحث على من قال بأنّ ابن جني جعل الحكم للطارئ بقوله إنّ همزة الفعل (أنْذَرَ) قد حُذِفت بعد دخول همزة الاستفهام عليه؛ وأيضا ردّ البحث على بعض الباحثين الذين قالوا بتأييد ابن يعيش مذهب الكوفيين القائل بتركيب (لكنّ)، كما نبّه البحث على الآراء المتناقضة لبعض النحويين منهم الأنباريّ الذي كان له رأيان متناقضان في واو (رُبّ) قائلا بكونها نائبة عن ربّ وعوضا عنها مرّة ، وليست عوضا عن (رُبّ) مرّة أخرى، و إنّ فهم النص القرآني له أثر كبير في التوصّل إلى حكم نحويّ دقيق ، والابتعاد عن التقدير والتأويل.
بقلم / علي حسن كريم