شارك الأستاذ المساعد مازن محمد حسين التدريسي في مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية في الندوة العلمية التي أقامتها كلية التربية في جامعة الكوفة،بالتعاون مع كرسي اليونسكو للدراسات حول الاديان في جامعة الكوفة،برعاية جامعة برمنكهام ومؤسسة الرواق للثقافة والتنمية الموسومة (الصابئة المندائيين تاريخهم،ثراثهم الثقافي والديني وارتباطهم بحضارة وادي الرافدين).

وكانت مشاركة الباحث في محاضرته تحت عنوان (اللغة المندائية) وقدم شرحاُ مفصلاً اوضح فيه أن حضارة بلاد الرافدين من الحضارات العريقة والكبيرة على مستوى التاريخ الانساني وهي حضارة امتدت شرقا وغربا وشمالا وجنوبا،وضمت العديد من الديانات ونطقت بالعديد من اللغات المختلفة وهي (السومرية فالاكدية بلهجاتها والارامية بلهجاتها) فكانت المندائية وهي اللهجة الآرامية الشرقية حسب تقسيم اهل اللغة والمتخصصين في اللغات القديمة.وتناول البحث بيان الدور الحضاري لهذه اللغة من خلال علاقتها الوثيقة بحضارة بلاد الرافدين.موضحا أن اللغة المندائية تقع ضمن مجموعة اللغات السامية ويضعها الباحثون اللغويون ضمن فئة اللغات السامية (الآرامية الشرقية) East Aramaic.

وفي هذه الدراسة نجد الفاظ مشتركة بين اللغة العربية والارامية ومنها المندائية نستعملها في مختلف مناحي الحياة تشترك فيما بينها بأواصر مشتركة وقسم منها قد تميل إلى العربية إلا أنها ذات جذور ارامية،وليس هناك افضل من دليل على الارتباط الوثيق بين الحضارة الرافدينية وهذا المكون الاصيل ألا وهو الالفاظ المستعملة والمنطوقة اليوم في العامية العراقية ولا تزال دارجة على السن الناس من خلال لغة الحديث هذه الالفاظ قد تبدو الفاظا عامية طارئة على لغتنا العربية ولكنها في الاصل ألفاظ اصيلة الجذر تعود بجذورها إلى الآرامية المندائية أو الآرامية الشرقية وقد انتقلت إلى العربية بسبب التداخل البيئي واللغوي،ولقد دونت وكتبت هذه الالفاظ من قبل العديد من أهل الاختصاص والمهتمين بهذا الشأن اللغوي إلا أن الباحث أراد ابراز هذه الهوية لهذا المكون الاصيل من خلال ربط جذور الماضي بالحاضر وكانت هذه المفردات المنتمية لهذه اللغة حلقة الوصل بحضارة بلاد الرافدين.